فلسطينيات >داخل فلسطين
"ثوري فتح" في بيانه الختامي يؤكد انخراط كافة الأطر في المقاومة الشعبية
"ثوري فتح" في بيانه الختامي يؤكد انخراط كافة الأطر في المقاومة الشعبية ‎الخميس 24 06 2021 19:43
"ثوري فتح" في بيانه الختامي يؤكد انخراط كافة الأطر في المقاومة الشعبية

جنوبيات

 أكد المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في ختام أعمال الدورة الثامنة لاجتماعاته التي عقدت في مدينة رام الله تحت عنوان "القدس عاصمتنا، وعنوان هويتنا، وحرية شعبنا"، أن القدس تبقى عاصمتنا الأبدية والبوصلة الوطنية ولها وعليها يتوحد الشعب العربي الفلسطيني، والاستمرار بالحوار الوطني لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة السياسية والجغرافية للوطن، وانخراط كافة أطر الحركة في المقاومة الشعبية وفي كل المواقع، وتوسيع الاشتباك مع الاستعمار الاستيطاني في كافة المحافظات، واتخذ قرارات بتوفير سبل إنجاح وتطوير الأداء في كل المواقع.

واتخذ المجلس قرارات تنظيمية هامة منها تشكيل هيئة التعبئه والتنظيم لتوحيد اداة العمل التنظيمي وتعديل آليات انتخاب الاطر الحركية، واجراء المصالحات الداخلية على قاعدة الالتزام بإطر الحركة وقراراتها.

وناقش المجلس الثوري كافة القضايا الحركية والوطنية واتخذ قرارات تفصيلية بشأنها ووضع آليات للتنفيذ وجدول زمني لا يتعدي ثلاثة أشهر لإكمال تنفيذها، كما شكل لجنة من أعضاء في اللجنة المركزية وأعضاء في المجلس الثوري ومن المجلس الاستشاري لمتابعة التنفيذ.

وقرر المجلس الثوري بالإجماع جعل اجتماعاته مستمرة وفي دورة انعقاد دائم، وكانت القرارات المعتمدة حول: القدس، محددات العمل السياسي، الإعلام الحركي، مالية الحركة، الوضع في غزة وحل كل الإشكالات والفعل الكفاحي الميداني، العلاقات الخارجية، الحكومة والتحديات المطلوبة.

وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

عقد المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح- الدورة الثامنة لاجتماعاته في رام الله بين 21-23/6/2021، تحت عنوان "القدس عاصمتنا، وعنوان هويتنا، وحرية شعبنا"... وفي ظل ظروف حساسة تحيط بقضيتنا الوطنية، مع استمرار الهبة الشعبية التي انطلقت من الشيخ جراح وباب العامود وباحات الأقصى المبارك وسلوان، حيث لا يزال المرابطون هناك يواجهون سياسة التطهير العرقي التي تمارسها قوات الاحتلال، وتردد صدى القدس في كل مدن وقرى ومخيمات فلسطين وارتقى الشهداء على نقاط التماس في الضفة الغربية وفي غزة الصمود بمواجهة العدوان الهمجي الإسرائيلي، وامتدت موجة الوحدة والمقاومة إلى أهلنا في الداخل وإلى مخيماتنا في لبنان وسوريا وباقي الدول العربية وإلى جالياتنا في أرجاء المعمورة، وتحولت "بيتا" إلى نموذج متقدم للمقاومة الشعبية حيث التحمت جماهيرنا رجالاً ونساءً وأطفالاً وقدمت الشهداء في مواجهة الاستعمار الاستيطاني. وقد افتتح السيد الرئيس محمود عباس هذه الدورة بكلمة شاملة استعرض فيها مجمل الأوضاع الوطنية والسياسية والحركية، مؤكداً على أهمية استمرار وتصعيد المقاومة الشعبية ودعا لاستمرار الحوار الوطني لإنجاز الوحدة وإنهاء الانقسام على قاعدة برنامج سياسي وميداني يؤكد على وحدة النظام السياسي الفلسطيني سياسياً وجغرافياً وأمنياً واستمرار تحركنا السياسي والدبلوماسي لإنهاء الاحتلال، كما أكد الرئيس على أنه اتخذ قراراً بتوحيد كل مرجعيات العمل الوطني في القدس، كما أكد على استمرار تنفيذ القرارات الخاصة بدعم صمود أهلنا في غزة وحل كافة القضايا العالقة هناك.

وقد ناقش المجلس الثوري كافة القضايا الحركية والوطنية واتخذ قرارات تفصيلية بشأنها ووضع آليات للتنفيذ وجدول زمني لا يتعدى ثلاثة أشهر لإكمال تنفيذها، كما شكل لجنة من أعضاء في اللجنة المركزية وأعضاء في المجلس الثوري ومن المجلس الاستشاري لمتابعة التنفيذ.

وقد كان لمشاركة السيد الرئيس وأعضاء اللجنة المركزية في كل جلسات الدورة أثر كبير في إغناء النقاش والتوصل إلى حلول ترقى لتوقعات حركتنا وشعبنا وترسل أملاً متجدداً بأن فتح كانت ولازالت ملتصقة بجماهير شعبها وفي مقدمة الصمود والمواجهة والاشتباك اليومي مع الاحتلال حتى دحره وإنهائه وتجسيد الاستقلال الوطني الفلسطيني في دولتنا المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967م والقدس الشرقية عاصمتها وحق العودة للاجئين.

وقد قرر المجلس الثوري بالإجماع جعل اجتماعاته مستمرة وفي دورة انعقاد دائم، وكانت القرارات المعتمدة حول: القدس، محددات العمل السياسي، الإعلام الحركي، مالية الحركة، الوضع في غزة وحل كل الإشكالات والفعل الكفاحي الميداني، العلاقات الخارجية، الحكومة والتحديات المطلوبة.

واتخذ المجلس قرارات تنظيمية هامة منها تشكيل هيئة التعبئة والتنظيم لتوحيد أداة العمل التنظيمي وتعديل آليات انتخاب الاطر الحركية، واجراء المصالحات الداخليه على قاعدة الالتزام بأطر الحركة وقراراتها.

كما تم إقرار ورقتين حول تفعيل دور الشبيبة والمرأة أعمالاً للبابين الجديدين في النظام الداخلي لفتح.

وقد ركزت مداولات الاجتماع على ما يلي:

1) القدس: كما كان الحال دوماً فإن عاصمتنا الأبدية تبقى البوصلة الوطنية ولها وعليها يتوحد الشعب العربي الفلسطيني ومنها تنطلق شرارة الهبة التي تعّم جموع شعبنا في كل أماكن تواجده. وبصمود شعبنا وقيادته تم إسقاط صفقة ترامب وبقيت القدس شامخة بأهلها المرابطين في ساحات الأقصى والقيامة وفي الشيخ جراح وباب العامود وسلوان وباقي المدينة المقدسية. إن قرار توحيد مرجعيات العمل الوطني في القدس سيفتح آفاقاً جديدة لمقاومة مشاريع التطهير العرقي الذي تمارسه قوات الاحتلال ويوفر كل الإمكانات المتاحة في هذا الصمود البطولي.

2) منظمة التحرير الفلسطينية والحوار الوطني: تدعو حركة فتح للاستمرار بالحوار الوطني لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة السياسية والجغرافية للوطن وتدعو للارتقاء بلغة هذا الحوار إلى مستوى شعبنا الصامد وتطلعه للوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال وعدوانه واستيطانه.

إن منظمة التحرير الفلسطينية -الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا- تمثل الوطن المعنوي لشعبنا في الوطن والشتات وهي عنوان الاعتراف الإقليمي والدولي بفلسطين، وإن حركة فتح تدعو كافة القوى الوطنية للالتقاء على برنامج سياسي وميداني مشترك وترحب برغبة من يريد الالتحاق بالمنظمة وعلى نفس الأسس والاستحقاقات التي تم تطبيقها دوماً في هذه الحالات وعلى أرضية قرارات المجالس الوطنية المتعاقبة وبما يمكّن شعبنا وقيادته من التعامل مع المجتمع الدولي لإنهاء الاحتلال.

كما أن حركة فتح ملتزمة بما تم الاتفاق عليه بشأن الانتخابات بالتتالي بعد تذليل عقبة إجرائها في القدس وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي بهذا الخصوص. وإننا ندعو إلى شراكة سياسية وطنية وإلى وقف العدوان الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية كافة، كما ندعو إلى إعادة تقييم علاقتنا مع القوة القائمة بالاحتلال على أساس التزامها بوقف عدوانها واستيطانها ورفع الحصار عن قطاع غزة وإلغاء الإجراءات غير القانونية في القدس وأن يتم ضبط إيقاع هذه العلاقة المفروضة علينا بواقع الاحتلال العسكري بما يتناسب مع حقوق شعبنا واستعداد حكومة الاحتلال للتعاطي الايجابي مع الجهود الدولية الهادفة لإنهاء الاحتلال.

3) غزة:

نحيي شعبنا الصامد في غزة الذي تعرض ولا يزال للعدوان والدمار والحصار وحان وقت إنهاء هذا المسلسل الاجرامي التي تعاقبت على تنفيذه حكومات الاحتلال، وحركة فتح تبذل قصارى جهدها لتنفيذ قرارات تم اتخاذها لرفع الظلم والتخفيف عن أهلنا وكادرنا، والمجلس الثوري أوصى الحكومة بتشكيل لجنة لتنفيذ هذه الحلول.

إن إنهاء الانقسام ورفع الحصار هما مفتاح الحل، وستستمر حركة فتح بأطرها كافة تعمل لتحقيق ذلك.

إنّ اعمار قطاع غزة أولوية وطنية فلسطينية ويتم ذلك من خلال الحكومة الفلسطينية الحالية وتستعين بذلك بالقوى المجتمعية والسياسية وبالشراكة مع المجتمع الدولي. ويبقى خيارنا أن نتوصل إلى حكومة توافق وطني توفرّ الحاضنة الإقليمية والدولية لذلك. وهنا نقدر عالياً الدور المصري الهام في المجالات كافة لدعم شعبنا.

4) المقاومة الشعبية والفعل الكفاحي الميداني:

أكد المجلس الثوري انخراط كافة أطر الحركة في المقاومة الشعبية وفي كل المواقع وتعزيز ومضاعفة الجهد المبذول وتوسيع الاشتباك مع الاستعمار الاستيطاني في كافة المحافظات.. والاستفادة من الأمثلة الحيّة المشرفة في الشيخ جرّاح وسلوان وبيتا ومسافر يطا والأغوار الشمالية، والبناء على ما حققته هذه المقاومة في الخان الأحمر والاستمرار في باقي الأراضي المهددة بالاستيطان. وأهمية وجود قيادة موحدة للمقاومة الشعبية واستنباط أساليب خلاقة ومتعددة في مواجهة الاحتلال الاستيطاني.

واتخذ المجلس الثوري قرارات بتوفير سبل إنجاح وتطوير أدائنا في كل المواقع.

5) في الجانب السياسي:

إن وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات قد حرّكت جماهيرنا العربية وعززت من مكانة فلسطين كقضية العرب الأولى، وتعمل حركة فتح مع أشقائها على تفعيل الجبهة العربية المساندة، كما تستمر فلسطين بأعلى درجات التواصل والتنسيق مع الأشقاء العرب خاصة مصر ودورها القيادي والأردن ودوره الاستراتيجي في دعمنا.. كما أن الحركة تدعو من تسرّع بالتطبيع إلى إعادة قراءة المشهد وأن ينتصروا للقدس وفلسطين.

إن حالة التضامن الدولي الغير مسبوقة تتطلب المتابعة واستمرار الجهد لترجمة ذلك لمزيد من الاعتراف بفلسطين ولممارسة الضغط الرسمي والشعبي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، كما أن العمل بالساحة الأميركية في منتهى الأهمية وتتم متابعة وتطوير قنوات التواصل والعمل هناك لما في ذلك من أثر كبير على تقصير أمد الاحتلال والابرتايد، وفي نفس السياق ما تشهده أروقة الكونغرس الأميركي وأطر الحزب الديمقراطي من نقاش حول العدالة والحرية والحقوق الفلسطينية.

من جهة أخرى فإننا بحوار دائم مع الاتحاد الأوروبي لتطوير مواقفه وصولاً للاعتراف بدولة فلسطين.

 كما أننا نرحب بالمواقف الإيجابية لإدارة الرئيس بايدن وندعوها للانخراط بعمل جدّي في اللجنة الرباعية للبدء بجدولة إنهاء الاحتلال وتحقيق حلّ الدولتين ابتداءً بالضغط على إسرائيل لوقف استيطانها وإلغاء إجراءاتها الغير قانونية في القدس، ونحن لا نمانع بتوسيع متفق عليه للجنة الرباعية خاصة بإضافة كل من مصر والأردن.

إن حركة فتح تؤكد أن شعبنا لن يقبل العودة للمربعات السابقة بإدارة الأزمة والضغط علينا للتعايش مع الاحتلال، فقد توحد شعبنا وأمتنا والعالم بالمطالبة بإنهاء الاحتلال.

ولا يمكن القبول بدعوى هشاشة الحكومة الإسرائيلية الجديدة للتهرب من مسؤولياتها إزاء أي جهد دولي جّاد بحجة أنها غير قادرة على ذلك.. فكيف تستمر بعدوانها وقتلها واستيطانها ولا تريد التعاطي مع الشرعية الدولية واستحقاقاتها بإنهاء الاحتلال؟

إن حركة فتح تطالب الدول الموقعة على اتفاقات جنيف الرابعة والملزمة باحترام وفرض احترام القانون الدولي الإنساني لتؤكد دعمها لحركة BDS على كافة الأصعدة.

6) في العلاقات الخارجية:

ناقش المجلس الثوري باستفاضة مجمل العلاقات الخارجية وأهميتها بإيصال رسالة شعبنا للعالم وقرّر توحيد الجهد بخطة تستند لتقييم كل مكونات عملنا الخارجي الحركي الوطني ووضع آليات تكاملية تقوم بها مفوضيات فتح ذات الصلة بالتنسيق مع جالياتنا في الخارج وأقاليمنا هناك ومع وزارة الخارجية والسفارات الفلسطينية. وتمّ مناقشة أفضل السبل لتطوير الأداء وتحديد أولويات العمل وأدواته المناسبة في المرحلة القريبة القادمة.

هذا وقد ناقش المجلس الثوري الأداء الحكومي واستمع للسيد رئيس الوزراء- عضو اللجنة المركزية، وأوصى بتوجيه كل الإمكانات المتاحة للقدس وغزة ودعم الصمود في المقاومة الشعبية لمواجهة الاستعمار الاستيطاني.

كما ناقش المجلس موضوع أسرى الحرية وحرصنا على حريتهم والإيفاء بكامل حقوقهم مهما بلغت التضحيات والضغوط الخارجية ونتوجه بالتحية والإكبار لهم جميعاً وخاصة المضربين عن الطعام والغضنفر أبو عطوان مثلاً مشرفاً.

وقد وجه المجلس الثوري التحية والتقدير للجيش الأبيض- الطواقم الصحية- كافة في مواجهة الجائحة وكذلك فإننا نتوجه بالتحية لأسرة التربية والتعليم وصمودهم وعطائهم ونتوجه لطلبتنا وهم متوجهون اليوم لامتحان التوجيهي متمنين لهم النجاح والتوفيق ونحيي شبيبة الحركة ونهنئها على الانجاز الكبير الذي تمثل بانتخابها نائباً لرئيس الاتحاد الدولي للشبيبة الاشتراكية والتحية والتقدير موصولة للمؤسسة الأمنية لعملها الدؤوب والمستدام في خدمة شعبنا خاصة أثناء انتشار الوباء.

إن الدورة الثامنة للمجلس الثوري كانت مفصلية وهامّة ومن خلالها فإنّ حركة ترسل لشعبها وكادرها رسالة أمل وفخر، بأن الصمود والثبات في الميدان وفي السياسية، وفي القاعدة وفي القيادة هو مقدمة النصر وإنهاء الاحتلال.

إن شعبنا العظيم وحركتنا الرائدة قد أثبتا صموداً اسطورياً في الزمان والمكان، وأن النصر صبر ساعة، وأن دماء الشهداء وآلام الجرحى وعذابات الأسرى، كلّها على طريق شعبنا نحو الحرية والاستقلال والانعتاق من الاحتلال.

المصدر : وفا