أكدت بعثة أطباء بلا حدود في بيان، أنها "كثفت من عمليات التلقيح في لبنان مع افتتاح مركزي تطعيم ضد كوفيد-19 في طرابلس وبر الياس".

وشرحت نائبة رئيس البعثة في لبنان زينة غنطوس، أن "افتتاح هذين المركزين خطوة تقرب المزيد من الأشخاص في لبنان نحو اللقاح. وعلى الرغم من أن عدد مرضى كوفيد-19 في البلد انخفض بشكل كبير عما كان عليه في مطلع العام 2021، إلا أنه لا بد من بذل جهود كبيرة لتفادي الوقوع في موجة جديدة من الإصابات".

بدأت أطباء بلا حدود نشاطاتها لمواجهة كوفيد-19 في 19 آذار 2021 عقب اتفاق أبرمته مع وزارة الصحة العامة. ويكمن هدف المنظمة الرئيسي في ضمان وصول اللقاح إلى الفئات السكانية الأكثر ضعفا والأكثر عرضة للخطر.

ورأت نائبة المنسق الطبي لدى البعثة كالين رحيم، أنه "ليس بوسع عدد كبير من السكان المسنين والعاملين في الخطوط الأمامية في دور رعاية المسنين التنقل بحرية وسهولة، إما بسبب وضعهم الصحي أو لعدم توفر الظروف المناسبة لذلك. لهذا السبب، نشرنا فرقنا المتنقلة لتذهب هي إليهم". وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، زارت فرق أطباء بلا حدود المتنقلة 30 دار رعاية للمسنين في لبنان. ونشرت المنظمة فرقا متنقلة في أكثر من سجن (في زحلة ورومية وطرابلس) لتقديم خدمات التطعيم، إذ تسعى المنظمة من خلال هذه الأنشطة إلى تطعيم الفئات التي تصعب أو تنعدم فرص وصولها إلى اللقاح المضاد لكوفيد-19. حتى اليوم، طعمت الفرق المتنقلة التابعة للمنظمة أكثر من 5,000 شخص في البلد.

أضافت رحيم: "سيتيح لنا افتتاح مركزي التطعيم ضد كوفيد-19، تلقيح عدد أكبر من الأشخاص الآن، ففضلا عن نشر الفرق المتنقلة، سنعمل في مواقع ثابتة يمكن أن يقصدها الناس لتلقي اللقاح".

إشارة إلى أن التسجيل المسبق على المنصة الالكترونية لوزارة الصحة العامة هو من شروط تلقي اللقاح في مراكز أطباء بلا حدود للتطعيم. تزودنا السلطات الصحية في لبنان باللقاحات، يدير طاقم المنظمة أنشطة التطعيم. وقبل تطعيم أي شخص، تتأكد فرق المنظمة من التسجيل المسبق على المنصة ومن موافقة الشخص على تلقي اللقاح.

تنشر أطباء بلا حدود، إلى جانب التطعيم ضد كوفيد-19، فرق التوعية الصحية في البلد لمعالجة مسألة التردد في تلقي اللقاح. ويقول مسؤول المرشدين الصحيين في فريق الاستجابة للتطعيم حسام الرحابي: "ما زال الطريق طويلا أمامنا لمكافحة المعلومات المضللة حول اللقاح المضاد لكوفيد-19 في لبنان. يشرح حسام وزملاؤه عن اللقاح للسكان ويزودونهم بخطوات التسجيل على منصة وزارة الصحة العامة وبمعلومات عن كيفية استخدامها. وعند زيارة المنازل والمخيمات، يجيب الفريق على أسئلة السكان المتعلقة بكوفيد-19 ويخففون من مخاوفهم إزاء هذا المرض. ينتاب أشخاص كثر الخوف من تلقي اللقاح. وعادة ما يسألون عن الفرق الذي سيحدثه تلقي لقاح دون آخر وعن الآثار الجانبية واحتمال إصابتهم بها. يكمن دورنا في هكذا مواقف في طمأنة الأشخاص وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة. ويقع على عاتقنا الإنصات إلى مخاوف الناس ومشاغلهم بدلًا من إخبارهم كيف يمكن لهم تلقي اللقاح فحسب. وفي هذا الإطار، تتلازم التوعية الصحية مع أنشطة التطعيم، إذ لا يمكن أن نشهد فعالية عنصر منهما من دون أن يقترن بالآخر. لا بد إذًا من مواصلة النشاطين معًا وبذل جهود كبيرة على كلا المستويين إذا ما أردنا وقف انتشار كوفيد-19".

تساهم أطباء بلا حدود إسهاما منتظما في الجهود المبذولة لمكافحة كوفيد-19 في لبنان منذ بداية تفشي الجائحة. ومنذ آذار 2020، تمثلت أولوية المنظمة بضمان وصول الرعاية إلى المجتمعات الأكثر ضعفا في البلد، فواصلت العمل على توفير معظم برامجها الطبية الاعتيادية، ونفذت أنشطة جديدة للاستجابة لكوفيد-19، بدءا من إجراء اختبارات كوفيد-19، مرورا بعلاج المرضى وعزلهم، وصولا إلى التطعيم في جميع أنحاء البلد.

منظمة أطباء بلا حدود هي منظمة دولية مستقلة وإنسانية تقدم الرعاية الصحية المجانية للأشخاص المحتاجين، من دون أي تمييز. بدأت أطباء بلا حدود عملها في لبنان عام 1976 ومنذ العام 2008، تعمل المنظمة في البلد من دون توقف.

تقدم أطباء بلا حدود رعاية طبية مجانية لأكثر الفئات حاجة في لبنان، سواء أكانوا من اللبنانيين أو اللاجئين أو العمال المهاجرين. وتتواجد المنظمة في 10 مواقع مختلفة في البلاد. وتشمل خدماتنا تقديم الرعاية في مجالات الصحة النفسية والصحة الجنسية والإنجابية وطب الأطفال والتطعيم والأمراض المزمنة. فيُجري فريق أطباء بلا حدود المكون من 600 عضو حوالي 150,000 استشارة في العام من شمال البلاد إلى جنوبها.