مقالات مختارة >مقالات مختارة
ربيع الصايغ انتهى به الحال في المستشفى.. بعدما أعلن إضراباً مفتوحاً عن الطعام
مطالبنا محقّة بالتثبيت في ملاك «كهرباء لبنان»
ربيع الصايغ انتهى به الحال في المستشفى.. بعدما أعلن إضراباً مفتوحاً عن الطعام ‎الثلاثاء 2 08 2016 09:19
ربيع الصايغ انتهى به الحال في المستشفى.. بعدما أعلن إضراباً مفتوحاً عن الطعام
ربيع الصايغ يرقد في «مستشفى عسيران» - صيدا

ثريا حسن زعيتر

تختصر معاناة المياوم في «مؤسّسة كهرباء لبنان» في صيدا ربيع الصايغ معاناة 1300 عامل ما زالوا منذ سنوات طويلة ينتظرون أن يصبحوا موظّفين في ملاك المؤسّسة، كي يشعرون بالأمن والأمان الاجتماعي، فيعيلوا عائلاتهم بعيدا عن مد اليد وذل السؤال.
 الصايغ... الذي باشر إضراباً عن الطعام منذ أيام مع مئات المياومين المعتصمين أمام مؤسّسة كهرباء لبنان في بيروت، للمطالبة بتسوية ملفهم وتثبيتهم في ملاك المؤسّسة، انتهى به الحال في «مستشفى عسيران» – صيدا، بعدما فقد القدرة على الحراك، فانهار أرضاً، وصمدت إرادته ومطالبه أمام الإهمال.
وفي إحدى غرف المستشفى، يئنّ الصايغ من وجع الحياة وظلمها، لا من إعياء «المرض المؤقت»، يؤكد بكل ثقة أنّ «ما قام به يهدف إلى رفع الصوت عاليا نحو المسؤولين لمعالجة قضيتهم المحقة، قائلاً: «لقد شاركت في الاعتصام المفتوح أمام «مؤسّسة كهرباء لبنان» في بيروت من أجل رفع الصوت، لم نصل إلى نتيجة بعد، لكنّنا نأمل أنْ نصل في القريب العاجل بعد وعود من اللجنة السياسية المشرفة على تطبيق الاتفاق السابق الذي أنهينا به اعتصاما مماثلاً».
وأضاف الصايغ: «مطالبنا محقة، لقد خضعنا لامتحان في مجلس الخدمة المدنية، نجح عدد منّا ورسب آخر، ومضى على الذين نجحوا أكثر من عام ونصف العام، ولم ندخل إلى الملاك بعد، نخشى أنْ تنقضي المهلة التي يحدّدها مجلس الخدمة المدنية وهي عامين، حتى نعود الى سيرتنا الأولى».
وتابع: «لقد صعدنا من تحرّكاتنا من قبيل انقضاء المهلة، إذ بقي نحو ستة أشهر فقط، وإذا لم يتم تثبيتنا في ملاك المؤسّسة، سنبقى على حالنا الى الأبد، ليس من العدل أن نعامل هكذا، هذا مطلب محق، هناك نحو 1300 مياوم بينهم 60 في مدينة صيدا، يطالبون بأبسط حق في الحياة الوظيفة».
الصايغ، الذي بدأ العمل في المؤسّسة منذ العام 1997، متزوج وله ولدان، يشعر بأنّه مهدّد في قوت يومه، لذلك يؤكد «لن نسكت عن حقنا، وإذا لم يصدق المسؤولون معنا، سنواصل الحراك الاحتجاجي وسننزل الى الشارع مجدّداً، نحن لسنا هواة إضرابات، ولا شغلتنا الشارع، ولكن إذا جرّونا لذلك سنفعل ولن نسكت، وسوف نُعيد الكرّة ولا تراجع».

غضب ومطالب

قبل أيام، غضب زملاء الصايغ، فنزلوا الى الشارع في صيدا، وأقفلوا الطريق الرئيسي أمام مركز المؤسّسة، تزامنا مع اعتصام المياومين في «مؤسّسة كهرباء لبنان» ببيروت، الذين ينفّذون اعتصاماً مفتوحاً منذ أسبوعين، يطالبون وفق الصايغ بحل الموضوع دون تأجيل أو تسويف، يجب أن يقدّر المسؤولون وجعنا، ويفهموا موقفنا، ويقفوا الى جانبنا، ويلبّوا مطالبنا، أقل شيء في الحياة، وتأمين أبسط الحقوق بأنْ يحصل العامل على وظفية، ويدخل المياوم في ملاك الدولة، كي يعيش بكرامة بعيداً عن الحاجة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة والغلاء وارتفاع الأسعار.
على وقع الضجة وازدحام الغرفة بزيارة زملائه، يُغمِض الصايغ عينيه بين الحين والآخر، ويدعو الله أنْ يستيقظ من كابوس أرّقه منذ سنوات طويلة، فيتمم بصوت خافت بكلمات عدّة عنوانها متى تجد مطالبنا آذانا صاغية لتنتهي معاناتنا.

قرار بالاستمرار

خارج غرفة المستشفى وأنين الصايغ وأحلامه، يؤكد المياومون وجباة الإكراء أنّهم سيواصلون تحرّكاتهم حتى تسوية ملفهم، والتوقّف عن العمل، باستثناء تصليح الأعطال الخطرة حفاظا على سلامة الأهالي، وفق ما أكدته لجنة «قرار الجنوب» للعمال المياومين وجباة الإكراء، التي «حذّرت في السابق من أنّ الاتفاق السياسي المبهم حول هذا الملف، أو ما يشابهه من اتفاقات، سيعرض المياومين لمآلات خطيرة»، متوجّهة إلى السياسيين بالقول: «لقد عمل المياومون مع الشركات لأربع سنوات، مع العلم بأنّه كان من المتفق العمل لمدّة ستة أشهر، أي حتى الانتهاء من الامتحانات، وقد حان الوقت ليكونوا في ملاك المؤسسة»، وموضحة أنّ «التحرّك هو تحرك خالص للمياومين، لأن «مؤسسة كهرباء لبنان»، هي هويتهم وهي لقمة عيش اولادهم أيضا»، لافتة إلى أنه «بعد كل المطالبات والاتفاقات والوعود، وجدنا أنه لا أحد يبالي بنا، لذا، لم يعد أمامنا طريق، إلا التحرّك المحق، والرأي العام أصبح يعرف أننا مظلومون».