سمعنا عن كيد النساء، لكن هل سمعتم عن كيد الرجال؟ هذه قصّة حقيقيّة واقعيّة حدثت باليمن يرويها أحد القضاة، وكان بطلها.

يقول القاضي: تزوّجت خفية عن زوجتي الأولى، ولكنّها أحسّت بذلك بدون دليل، وصرت كلّما أثارت الموضوع أقنعها بأنّ ما تتخيّله وهم ثمّ اتّفقت أنا وزوجتي الثانية على خطّة لإقناعها.

ولتنفيذ الخطّة ذهبت زوجتي الثانية إلى بيتي وقت صلاة الظهر، وقالت لزوجتي الأولى: أريد أن أستشير القاضي بأمر ما، فرحّبت بها الزوجة الأولى وقالت لها انتظريه، فسيعود بعد الصلاة.

ولمّا عاد القاضي من الصلاة، وجد امرأة في المجلس تنتظره، فدخل ومعه زوجته الأولى.

استمع القاضي لها وهي تقول إنّ لها زوجًا تحبّه ويحبّها، ولكنّها لاحظت في الأيّام الأخيرة ما جعلها تشكّ في أنّه قد تزوّج عليها. وفاتحته بالأمر فأنكر وأقنعها بأنّ هذه وساوس الشيطان الذي لم يرض بالانسجام التامّ بينهما. وكلّما أثارت الموضوع معه أقنعها بأنّ ما تتوهّمه بعيد عن الحقيقة.

قال القاضي: بعدما انتهت زوجتي الثانية من حديثها قلت لها: اسمعي يا بنت الناس، زوجك صادق، هذه وساوس الشيطان يقدّمها لك إذ أراد أن يفسد بين المرء وزوجه فاستعيذي منه، وأزيلي الشكوك من رأسك. ثمّ قال لماذا نذهب بعيدًا، هذه زوجتي قد عشّش إبليس في رأسها وأوهمها بأنّني متزوّج، وكلّما قدّمت لها الأدلّة اقتنعت، ولكنّه لا يتركها ويعود إلى وسوستها، ثمّ تعود إلى الموضوع نفسه.

وأنا أمامك الآن أقول: إن كانت لي أيّ زوجة خارج هذه الغرفة، فهي: ((طـالق)).

فقفزت زوجته الأولى، وقبّلت جبينه وقالت: ما بعد هذا شيء، سوف أدحر إبليس، ولن أعود للشكّ فيك مرّةً أخرى.

أدام الله مولانا القاضي...