عام >عام
اسرائيل: اذا دخلنا لبنان.. بعد ساعتين سنعود في توابيت
اسرائيل: اذا دخلنا لبنان.. بعد ساعتين سنعود في توابيت ‎السبت 6 08 2016 10:58
اسرائيل: اذا دخلنا لبنان.. بعد ساعتين سنعود في توابيت


أي مستوى من الهزيمة تحققت في تموز العام 2006؟... لتدفع بكبار جنرالات الحرب الاسرائيليين، مرورا بضباط وجنود فرق النخبة التي يفخر قادة الاحتلال بكفاءاتها ومهاراتها القتالية للقول "...شعرنا اننا كالفئران... لقد كانت اشجار الزيتون تطلق النار علينا... لقد شاهدنا شيئا يشبه الجحيم... لقد كنا نقاتل اشباحا".


تحفل الذاكرة الاسرائيلية بالكثير من الغباء، وهي تكاد تكون متخمة بالتزوير... حتى على المجتمع الاسرائيلي، سيما في نتائج الحروب التي شنها الاسرائيليون على لبنان، بدءا من المرحلة التي غزت فيها قواتهم لبنان في حزيران العام 1982، والتي انتهت بتحرير معظم المناطق اللبنانية في العاصمة بيروت والجبل والبقاع الغربي ومناطق واسعة من الجنوب، بفعل ضربات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، مرورا بالعدوان الجوي في العام تموز العام 1993 وما تلاه من عدوان آخر في نيسان العام 1996، مرورا بالاعتداءات واسعة في العام 1999، وسُجل في تاريخهم اكبر الهزائم العسكرية والمعنوية في ايار العام 2000، يوم انهارت قوات الاحتلال وميليشياتها بفعل ضربات المقاومة الاسلامية.

وما يميز تلك الذاكرة، انهم في الحروب مع لبنان من خلال خوض المواجهات ضد "حزب الله"، لم يجنوا الا الهزائم الموصوفة التي اوصلتهم الى "قواعد اشتباك" لم تكن مرغوبة لديهم، بل انها تحولت الى عنوان ادانة للقيادتين السياسية والعسكرية من قبل الجمهور الاسرائيلي، حتى غدت ذاكرة مثقوبة لا ينفع معها اخذ الدروس والعبر واستخلاص النتائج التي يمكن ان يُبنى عليها استراتيجيات تمكنهم من استعادة بعض الهيبة التي كُسرت في حرب تموز... ثلاثة وثلاثون، هي يوميات العدوان الاسرائيلي على لبنان، الحافلة بالكثير من صُوَر الهزيمة الاسرائيلية التي عبرت عنها شهادات قدمها ضباط وجنود اسرائيليون شاركوا في الحرب، شهادات اسرائيلية تتوالى فصولا عاما بعد عام، كافية لتعطي الدلالات الواضحة على حجم الهزيمة التي خرجت بها "فرق النخبة" في الجيش الاسرائيلي، التي فاخر بكفاءاتها جنرالات الحرب... شهادات تكشف حجم الضغط النفسي المرعب الذي عاشوه طيلة ايام الحرب... وهم يقاتلون اشباحا!... "لقد كنا نقاتل ضد الاشباح"، هي العبارة الاكثر شهرة التي تم تداولها في اوساط جنود الاحتلال الذين توغلوا ضمن فرق النخبة في الجيش الاسرائيلي، باتجاه مارون الراس وبنت جبيل، ويقول جندي: في شهادة له عن حرب تموز العام 2006... لقد رأيت مقاتلي "حزب الله" بالمنظار، هم شبان في جيل العشرينات، لقد كان القتال معهم قاسيا في اغلب الاحيان، لانه قتال ضد قوة اشباح!

... بقوة، تحضر يوميات العدوان على لبنان قبل عشر سنوات، في العقل الاسرائيلي المنشغل باعداد العدة العسكرية والنفسية لخوض حرب جديدة، باتت حساباتها لدى قيادة الكيان الاسرائيلي معقدة ومتشعبة، سيما وان النظرة الى عدوهم "حزب الله" اليوم، تختلف عن النظرة التي كانت سائدة، وحسابات ما قبل تموز العام 2006، هي غيرها اليوم، في ضوء التقارير والمتابعات الاسرائيلية، التي تُجمع على ان اي حرب جديدة مع "حزب الله"، ستدخل اسرائيل في حالة لم يألفها الجمهور الاسرائيلي من قبل، لان "حزب الله".. بات يشكل التهديد الاول على اسرائيل، وهو يمتلك ما يكفي لالحاق هزيمة جديدة باسرائيل.