بأقلامهم >بأقلامهم
القشّة التي قصمت ظهر البعير!
يُروى أنّ أعرابيًّا كان يُحمّل فوق ظهر بعيره (الجمل) الكثير من المتاع، حتّى أخذ البعير يئنّ من كثرة ما يحمله. وقد تبقّت حزمة من القشّ أراد الأعرابيّ أن يضعها فوق هذه الأحمال كلّها، لتكون طعامًا لبعيره في أثناء المسير، وهو يعلم علم اليقين أنّ الجمل يئنّ من كثرة ما يحمله من متاع. فصار يضع على ظهر الجمل القشّة تلو القشّة خوفًا من انهيار الجمل. وأثناء وضع آخر قشّة سقط الجمل من فوره...
وصارت هذه القصّة مضرب مقولة: "القشّة التي قصمت ظهر البعير"!
سبحان الله، هذه القصّة التي صارت مقولة يتداولها الناس على ألسنتهم كلّما شعروا بثقل الحمل على ظهورهم، تشبه تمامًا ما يحدث للشعب اللبنانيّ الذي يئنّ تحت وطأة الفقر والعوز والقهر والاستبداد وإهدار الحقوق والحرمان. وكلّ يوم يحمّلونه فوق طاقته الاستيعابيّة، رويدًا رويدًا، من حجب المال، وغلاء الأسعار، وهدر الحقوق، وسعر الدولار، واختفاء الدواء، والمرض الفتّاك، وحرق الأعصاب، وإغلاق الأبواب، والفرص المسدودة أمام الشباب، والأفق الضيّق، حتّى جاءت الطامّة الكبرى المتمثّلة بعدم تأليف حكومة تقوم بواجباتها كاملة للخروج من بوتقة العزلة الدوليّة، ومعالجة الأمور على الصعد كلّها...
فكانت القشّة التي قصمت ظهر الشعب المسكين الذي خرّ صريعًا نتيجةً لأهواء بعض السياسيّين اللاهثين وراء كسب المراكز والمواقع، ولو أدّت الأمور إلى موت الأمل لتحقيق الحلم الضائع!