لبنانيات >أخبار لبنانية
هدوء "الويك اند" يسبق عاصفة ذكرى المرفأ ورياحَ اجتماع بعبدا الاثنين
هدوء "الويك اند" يسبق عاصفة ذكرى المرفأ ورياحَ اجتماع بعبدا الاثنين ‎الأحد 1 08 2021 09:41
هدوء "الويك اند" يسبق عاصفة ذكرى المرفأ ورياحَ اجتماع بعبدا الاثنين


يشبه الهدوء الذي يسود "الويك أند" سياسيا، ولم تخرقه الا المواقف المهنّئة للجيش في عيده والتي أبدت حرصا "كلاميا" على التأليف لإخراج المؤسسة العسكرية كما كل اللبنانيين من معاناتهما - يبقى ترجمته على الارض- يُشبه الهدوءَ الذي يسبق العاصفة والتي ستهبّ على البلاد الاسبوع الطالع، من بوابة "العنبر رقم 12" الذي، وفي 4 آب الماضي انفجر في وجه المدنيين الابرياء، محوّلا اياهم قتلى وجرحى ومشردين وثكالى وارامل. فاللبنانيون يستعدّون لاحياء الذكرى الاولى لجريمة العصر بتحرّكات شعبية واسعة لن تكون محصورة في مكان او في نقطة، بل متنقّلة ومباغتة، موجّهين للسلطة وللهاربين من وجه العدالة رغم اعلانهم استعدادَهم للتعاون معها، رسالةً مفادها ان "الحساب آت لا محالة". وما سيفاقم النقمة الشعبية هو العجز السياسي عن تأليف حكومة. فـ"break" نهاية الاسبوع لالتقاط الانفاس وتجميع الاوراق، سينتهي الاثنين المقبل في الاجتماع الذي سيجمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، في لقاء سيدخل للمرة الاولى في تفاصيل التشكيل وتوزيع الحقائب، حيث تكمن الشياطين، وقد بدأت اصلا تذرّ بقرنها، في الصراع على الداخلية والعدل. وفيما يُعتبر هذا اللقاء مفصليا في تحديد المصير والمسار الذي سيسلكه التكليف والتأليف، اذ انه سيؤشر الى امكانية التفاهم ام الى ان العقد السابقة التي اطاحت الرئيس سعد الحريري، على حالها، يسأل المراقبون عما اذا كانت العقوبات الاوروبية التي نضجت طبختها امس، قد تفعل فعلها على المعنيين بالتشكيل، فتدفعهم الى تنازلات متبادلة..

اجتماع مفصلي: قبل اجتماع الاثنين في بعبدا، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ان الرئيس المكلف سيكثف اتصالاته بعيدا من الاضواء مع كل من رؤساء الحكومات السابقين وعين التينة، لمحاولة ايجاد مخارج لعقدة الداخلية التي يتمسّك بها عون في مقابل موافقته على ابقاء المالية مع الثنائي الشيعي. وبينما سيسعى الى طرح شخصية حيادية لهذه الوزارة على ان تبقى من حصة السنّة، من غير المعروف ما اذا كانت بعبدا سترضى بهذا المخرج. أما في وزارة العدل، فيريد القصر ايضا ان تكون له الكلمة الفصل في اختيار وزيرها وان تكون من حصة المسيحيين. الفريق الرئاسي بدوره، يكثّف اتصالاته لتحديد موقفه من التركيبة التي سيحملها ميقاتي الى بعبدا الاثنين. واذا تم التوافق على حل وسط، تقول المصادر ان هذا الانجاز سيؤشر الى امكانية ولادة حكومة. اما تركُ النقطة عالقة والانتقال الى حقائب غير سيادية للتركيز على توزيعها، بعيدا من الوزارات الدسمة الحساسة، فسيعني ان التعقيدات على حالها، وأن حظوظ اتفاق عون – ميقاتي، ضئيلة.

مؤتمر الدعم: في الغضون، وبينما تنظّم باريس والامم المتحدة مؤتمرا دوليا لدعم لبنان الاربعاء في الذكرى السنوية الاولى لانفجار المرفأ، والذي سيطلّ رئيسُ الجمهورية على الحاضرين فيه، ومنهم رئيسا فرنسا والولايات المتحدة، في كلمةٍ ستحمل طبعا وعدا بحكومة اصلاحية قيد الاعداد، شهرَ الاتحاد الاوروبي في وجه الطبقة السياسية اللبنانية، عصا العقوبات، بعد ان لم تنفع معها جزرة المساعدات والنصائح ومؤتمرات الدعم التي باتت مخصّصة فقط لمساندة الشعب والجيش اللبنانيين.

ترحيب اميركي: وقد رحبت الولايات المتحدة بقرار الاتحاد الأوروبي بإقرار الإطار القانوني لفرض عقوبات على قادة لبنانيين مسؤولين عن التعطيل السياسي في لبنان، لافتة الى أهمية "استخدام هذه الأداة المهمّة لمحاسبة المسؤولين حول العالم". وقال وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن والخزانة جانيت يلين في بيان مشترك إنّ "العقوبات تهدف، من بين أمور أخرى، إلى فرض تغييرات في السلوك ومحاسبة القادة الفاسدين"، مبديين استعدادهما للتعاون مع الاتّحاد الأوروبي بشأن الملفّ اللبناني.

انحسار في القريب العاجل: وكان الرئيس عون هنّأ الجيش في عيده (وقد غاب تقليد تسليم السيوف الى الضباط الخريجين بسبب كورونا) قائلا "اليوم، برغم الظروف الاقتصادية والمالية القاسية، وما يواجهه اللبنانيون ومنهم أفراد المؤسسة العسكرية، من تحديات حياتية شديدة الصعوبة، يشعر الجميع أن الجيش ما زال يشكل الضمانة الأكيدة للاستقرار والوحدة الوطنية، برغم معاناة العسكريين من اشتداد الضائقة المالية عليهم، والتي نأمل أن نشهد في القريب العاجل بداية انحسارها، مع تشكيل حكومة انقاذ يتطلع اللبنانيون اليها كخشبة خلاص من انسداد أبواب الحلول في وجوههم". وتوجّه الى العسكريين "لم تترددوا يوماً في تلبية نداء الواجب، أينما كنتم وانتشرتم في البقاع اللبنانية. ومهما ثقلت أحمالكم اليوم، لي ثقة كبيرة بأنكم ستظلون العين الساهرة على الوطن، والصدر الذي يحمي الحريات، والمؤسسات، واسس الدولة الديمقراطية التي يجتمع في كنفها اللبنانيون من مختلف الطوائف والمذاهب، والتي نصَّ عليها الدستور، وأوكل اليكم مهمة الدفاع عنها. وأعاهدكم بأن ابذل كل جهدي، لتبقى كراماتكم محفوظة، وحقوقكم مصانة، ولتقدم لكم السلطة السياسية الرعاية التي تستحقونها. ويشكل التزام المجتمع الدولي، وخصوصا في الفترة الأخيرة، بدعم مؤسسة الجيش، علامة ثابتة على ثقته بدوركم في حماية الكيان اللبناني ومؤسساته الدستورية".

للاقتداء بالجيش: من جانبه، وفي موقف لم يخل من الرسائل السياسية – الحكومية حيث شدد على اهمية التضحية للوطن لا التضحية به، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اتصل بقائد الجيش جوزيف عون مهنئا، "اليوم في ظل قساوة الظروف والمخاطر والتحديات التي تُحدِق بلبنان واللبنانيين على مختلف المستويات، مدعوون في عيد هذه المؤسسة الوطنية الجامعة كقوى سياسية وجماعات وأفراد الى الإقتداء بمناقبية الجيش قيادة وضباطاً وافراداً وإلى البذل والتضحية من أجل الوطن وليس التضحية بالوطن من أجل مصالح شخصية وفردية ضيقة". واضاف "دائماً نعيد ونكرّر من لا يفهم لغة جيشه لن يفهم لغة وطنه. فليقرأ الجميع في كتاب الجيش دروس التضحية والوحدة والانتماء من أجل إنقاذ لبنان كي يبقى وطناً نهائياً لجميع أبنائه".

الغيمة السوداء: من جهته، امل الرئيس ميقاتي ان "تزول الغيمة السوداء عن لبنان، فيشعر اللبنانيون بالامان في حماية جيشهم ورعايته، وأن يبقى الجيش، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها، صامدا وشامخا كأرز الوطن. كل عيد وجيشنا بألف خير".

الوضع لا يحتمل: في الاثناء، وبينما تردد ان الثنائي الشيعي دخل على خط التقريب بين بعبدا والرئيس المكلف، لا نتائج ظاهرة بعد، لهذه الجهود "المفترضة".  اما "كلاميا"، فقد أكد عضو الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن أن "خيارنا في حزب الله وكتلة الوفاء للمقاومة بتسمية الرئيس ميقاتي مكلفا، وبتسهيل أموره مؤلفا بالتفاهم مع الرئيس عون، وإبداء كل رغبة بتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، كان من منطلق الحرص والإيجابية، وبخلفية من يريد أن يدفع قدما بالحلول إلى الأمام، لأن الوضع لم يعد يحتمل". وخلال لقاء سياسي نظمه "حزب الله" في بلدة شعث في البقاع الشمالي، أمل الحاج حسن أن "تستمر الأجواء الإيجابية بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وصولا إلى تشكيل الحكومة، حتى يدخل البلد في مرحلة جديدة من المعالجات للأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية".

الامور غير مطمئنة: من جانبه، رأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن أن "الأمور حتى هذه اللحظة غير مطمئنة لأن المواقف التي تطلق حول الحصص مستفزة لمعاناة الناس، إذ لا يجوز التفكير بثلث معطل وحقوق الطوائف"، مشيرا الى أن "الاثنين المقبل يشكل محطة فاصلة لتأكيد الخيارات والتوجهات". وإذ شدد على وجوب محاسبة المعرقلين في حال استمرار النهج القائم، اعتبر أن "الوصول الى حائط مسدود في التأليف يثبت أن المسألة لا تتعلق بالحكومة بل بما هو أبعد من ذلك"، مؤكدا موقف الحزب الاشتراكي ب"تسهيل التشكيل ودعوة جميع الافرقاء السياسيين الى التسهيل". وأعرب عن خشيته من "عدم تأثير إقرار الاتحاد الأوروبي للاطار القانوني للعقوبات على المتحكمين بزمام الأمور لأن من يمارس أبشع أنواع الظلم بحق شعبه لن يتحسس هذه العصا".

ازمة الكهرباء: معيشيا، وعلى وقع ارتفاع ملحوظ في الدولار، لا حلول لايّ من الازمات، وعلى رأسها الشح في الدواء والمحروقات وفي التيار الكهربائي الذي سينقطع في شكل كامل في قابل الايام بعد رفع مؤسسة كهرباء لبنان واصحاب المولّدات، "العشرة". في هذا الاطار، صدر عن مؤسسة كهرباء لبنان بيان جاء فيه "لما كان لا يزال يتعذر تحويل المبالغ المجباة بالليرة اللبنانية لفواتير الاشتراكات بالتغذية بالتيار الكهربائي، إلى عملة صعبة لدى مصرف لبنان لزوم شراء قطع الغيار المناسبة، والمواد الاستهلاكية والكيميائية الضرورية، وتسديد ثمن استجرار الطاقة من الباخرتين المنتجتين للطاقة، وإجراء الصيانات العامة والدورية اللازمة في كل من قطاعات الإنتاج، النقل والتوزيع في مؤسسة كهرباء لبنان. كما ويتعذر عليها أيضًا، استخدام هذا الفائض من العملة الوطنية المتراكم في حساباتها لدى مصرف لبنان جراء عمليات جباية الفواتير، لتغطية جزء من حاجاتها من المحروقات لزوم إنتاج الطاقة، ولما كانت القوانين والأنظمة المرعية الإجراء قد حددت الأصول التي على أي مؤسسة عامة اتباعها لشراء العملة الصعبة (...) تحذر مؤسسة كهرباء لبنان من الدخول في مرحلة الخطر وصولًا إلى الانقطاع العام في إنتاج الطاقة الكهربائية، إذا ما استمرت الأمور على حالها، سيما لناحية عدم تأمين أي تسهيلات للجهات المعنية لتوفير العملة الصعبة".

خلف يسمح: على صعيد التحقيقات في جريمة المرفأ، وبعد ارجاءين متتالين لجلستي الاستماع الى مدير المخابرات السابق العميد كميل ضاهر امام المحقق العدلي طارق البيطار بسبب التزام وكيله المحامي مارك حبقة باضراب المحامين، وافق نقيب المحامين ملحم خلف على طلب حبقة لحضور الجلسة المخصصة للاستماع الى موكله الاثنين المقبل.  وقد استند خلف في موافقته الى اعتبار انفجار المرفأ "جريمة العصر". وفي اتصال مع الـ LBCI اكد حبقة ان الهدف الاساسي من الطلب هو الاسراع في احقاق العدالة.

اجراءات وقائية: اما صحيا، ومع عودة ارقام كورونا الى الارتفاع، تدخل مبدئيا اجراءاتٌ وقائية جديدة، في المطاعم والمقاهي، الاثنين، حيث سيتعين على الرواد ابراز ما يؤكد انهم محصنون ضد الوباء.

المصدر : المركزية