لبنانيات >أخبار لبنانية
4 آب... تاريخ لن يُنسى!
4 آب... تاريخ لن يُنسى! ‎الأربعاء 4 08 2021 08:29
4 آب... تاريخ لن يُنسى!

لتيندا هيكل شواح

لا يوجد صوت أقوى من صوت العدالة والضمير، ولا توجد دموع أصدق من دموع الأمهات والآباء، ولا توجد كلمات عزاء تشفي قلوبهم الأليمة ونفوسهم الحزينة حتى الموت على خسارتهم لأبنائهم وأهلهم وأصدقائهم!

وبعد عام... ماذا نقول لهم؟ وبماذا نعزّيهم؟...

نعم وبكل أسف ماذا سنقول لأهل شهدائنا الأبطال بعد عام مضى على انفجار مرفأ بيروت المأساوي الذي صُنّف ثالث أكبر إنفجار في العالم والذي حصد أكثر من ٢٠٠ شهيد وأكثر من ٦٥٠٠ جريح ومعوّق؟

وبأية كلمات نعزّيهم أمام هول هذا الإنفجار الذي كان أشبه بزلزال دمَّر بيروت قلب لبنان النابض وقتل وهجّر أهلنا وأبكى العالم بأثره؟!..

4 آب تاريخ ألبس بيروت ثوب الحزن وحفر جرحاً عميقاً في قلوب أهل شهدائنا الأحياء والأموات.

دموع وحنين وشوق لأبناء فُقدوا بلحظة لا تُصدّق، وما يحزننا أكثر هو صراخ أحد الآباء الذي طال صدى كلماته الحزينة والمؤثرة السماء وهو يقول: «إشتقت إليك يا ولدي فلماذا لا تزورني في المنام؟»..

وأم تبكي ولدها وتقول: «مات ولدي ومن بعدو ما في حياة»!

فما عسانا نقول لأهل شهدائنا الأبرار أمام هذا المشهد المؤلم والحزين!..

هل خطأهم هو مطالبتهم بالعدالة؟..

وماذا سنقول لهم بعد مرور عام على هذه الكارثة والمأساة التي أصابت بيروت وأهلها؟..

هل ستكون عدالة الأرض منصفة لهم؟..

4 آب هو يوم للدفاع عن كرامة وطن وشعب، هو يوم الدفاع عن لبنان ويوم رفع القبعة لشهدائنا الأبطال.

بكل فخر نقول لكم يا شهداء 4 آب: «أنتم سفراء الأمن والأمان لشعب لبنان وللوطن، أنتم قيامة لبنان الآتية!».

ناموا واستكينوا، فروحكم هي خلاصنا وخلاص لبنان من أباليس الفساد الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه من فراغ على جميع الصعد وبتنا شعباً مهمولاً.. مقهوراً.. متروكاً لأمره «لا حكم ولا حكومة».

فالتاريخ لن يرحم كل فاسد تواطأ وكان له يدا في هذه المؤامرة النكراء التي قضت على قلب الوطن.

فللفاسدين نقول بأعلى صوت: «التاريخ لن يرحمكم والشعب سيذلّكم والوطن سيدفنكم في نار جهنم!».

ألم يكفيكم كل هذا الدمار وكل هذا الإنهيار الذي ألحقتموه بلبنان؟..

كفانا ظلماً... وذلّاً... ووجعاً... وفقراً... وقهراً... واستبداداً... راح الوطن.. شو بعد بدكن؟... شو بعدكن ناطرين؟...

نعيش في عهد لا حكم فيه ولا حكومة إصلاحية ومزيد من الإنحدار إلى أسفل الهاوية حتى يقضى علينا... وعلى الوطن السلام!

فإلى أهل الوطن نقول: «لا تدعوا الأمل يضيع كالقمر بين السحاب واستمروا بمطالبتكم بتحقيق العدالة» لأنه بالقضاء الشريف فقط ستكشف الحقيقة.

فلا تيأسوا «يا ثوار السماء والأرض» لأن المحاسبة آتية وتمسّكوا بالأمل وتذكّروا دائماً أن الآمال العظيمة تصنع رجالاً عظماء وتغلّبوا على الظلم، فالنصر قدر الأبطال.

عشتم يا أبناء لبنان ويا أهل العزّة والكرامة، وشفى الله جرحانا الأقوياء، وكان الله بعون معوّقينا الأكفّاء ورحم الله شهداءنا، وليكن النصر قدر الأبطال.

4 آب تاريخ لا ينتسى...

المصدر : اللواء