بأقلامهم >بأقلامهم
"اللي استحوا ماتوا"!
"اللي استحوا ماتوا"! ‎الخميس 5 08 2021 11:07 القاضي م جمال الحلو
"اللي استحوا ماتوا"!


إنّه مثل قديم يردّده الكثير من الناس بدون معرفة أصله وفصله.

فما هي قصّة هذا المثل؟

وفقًا للكثير من الروايات المنتشرة، فإنّ أصل هذا المثل يعود إلى عصر العثمانيّين، إذ كان فيه انتشار للكثير من الحمّامات العامّة.

وكانت هذه الحمّامات تستخدم الأخشاب والحطب والنشارة في عمليّة تسخين أرضيّة الحمّام والمياه. وكان يذهب أغلب الرجال والنساء إلى هذه الحمّامات، كلّ على حدة، في أوقات محدّدة.

وفي يوم من الأيّام نشب حريق هائل بأحد الحمّامات المخصّصة للنساء، فهربت معظم النساء اللواتي كنّ عاريات لينجون بأنفسهنّ من الحريق. لكنّ بعض النسوة اللواتي استحين من الخروج بهذا المنظر، ظللن في أماكنهنّ حتّى التهمتهنّ النيران، إذ فضّلن الموت على الخروج عاريات.

وعندما جاء صاحب الحمّام، سأل الحرّاس الذين كانوا يحرسون الحمّام أثناء غيابه، هل مات أحد من النسوة اللواتي كنّ يستحممن؟ فأجابوه: "اللي استحوا ماتوا".

ومن هنا صار هذا الجواب مثلًا يردّده الكثيرون حتّى وقتنا الحاضر.

ولإسقاط هذا المثل على واقعنا الحاليّ نقول:

إذا ظلّ الشعب اللبنانيّ المسكين قابعًا في البيوت، وعلى استحياء من الخروج على الحكّام، ومواجهة الظلم المستشري، والفساد المستحكم، والموت البطيء القادم من دياجير الظلام والظلم، ولا يقبل أن يتّخذ ولو بالكلمة الموقف الصارم، سنلقى مصير تلك النسوة اللواتي استحين من الخروج عاريات وفضّلن الموت (على استحياء)!

وفعلًا "اللي استحوا ماتوا"...

المصدر : جنوبيات