مقدمات نشرات أخبار التلفزيون >مقدمات نشرات أخبار التلفزيون
مقدمات نشرات الأخبار مساء الأربعاء 4-8-2021
مقدمات نشرات الأخبار مساء الأربعاء 4-8-2021 ‎الأربعاء 4 08 2021 22:45
مقدمات نشرات الأخبار مساء الأربعاء 4-8-2021

جنوبيات

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عام على انفجار المرفأ وأهالي الضحايا ينتظرون... ينتظرون الحقيقة والعدالة.
عام على الانفجار ولغز باخرة النيترات لم يفك بعد.
عام على انفجار هز العالم ودمر قلب لبنان وأدى الى استشهاد أكثر من 210 أشخاص و7000 آلاف جريح، والمحاسبة لم تحصل بعد!!

الجرح لم يندمل وقصص ضحايا انفجار عنبر 12 وصلت صداها الى العالم. دموع ووجع وحرقة قلب ورجاء القلوب الجريحة الوحيد ان تظهر الحقيقة ويحاسب المسؤولون عن جريمة العصر، ولكن الخيبة كبيرة والعرقلات تعيق مسار التحقيقات.

خيبة عبر عنها اهالي الضحايا اليوم بتظاهرات غاضبة احتجاجا على تباطؤ التحقيقات والتمترس بحصانات واجتهادات لا تهدف إلا إلى وأد التحقيق والهروب من تحقيق العدالة..

وفي ذكرى نكبة انفجار بيروت قلب المجتمع الدولي على لبنان ترجم بمؤتمر دعم دولي تعهد بتقديم 370 مليون دولار خلال عام.

مؤتمر برزت فيه كلمة ماكرون الذي وصف الازمة التي يعيشها لبنان بانها ثمرة فشل فردي وجماعي وافعال غير مبررة، ونتيجة أخطاء حصلت ضد المصلحة العامةمطالبا بتشكيل حكومة وإيجاد التسوية اللازمة، مشددا على ان الأولوية الملحة الآن هي لتشكيل حكومة بإمكانها اتخاذ تدابير استثنائية في خدمة الشعب اللبناني".

حكومة أجواء تشكيلها ضبابية ومسار تأليفها رهن اجتماع الرئيسين عون وميقاتي غدا.. في هذا الوقت توتر مفاجئ وتوقيت مريب أشعل الحدود مع فلسطين المحتلة وجيش الاحتلال رد على اطلاق على صاروخين مجهولي المصدر من لبنان بقصف طال مناطق عدة في مرجعيون وحاصبيا.

البداية من يوم وسط بيروت حيث تدور مواجهات بين المتظاهرين والقوى الامنية..

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هو الرابع من آب مجددا... يدخل حوض العام الأول ويفرغ حاويات القلوب المكسورة بلا اختام... هنا سكت الزمن هنيهة... وبسط دوي إنفجار الوجع سيطرته... فرسى التأريخ عند رصيف الألم الذي لا يلتئم كزورق من دماء يمخر عباب الماء ليوصل الملح هذا العام وكل عام إلى جرح المرفأ الذي لا يلحم.

هنا جمعت الأسماء في مانيفست الشهادة...وتم تخزين الحزن الأزلي في صوامـع القمـح الجريحة لكي لا يصاب برطوبة مرور الزمن...او تقترب منه قوارض النسيان...ولا يشبع منه كلما هز الوجدان. ثم ها نحن مازلنا نبحث في كتاب الوطن عن حقيقة ربانها من ألفها إلى يائها رفع الحصانات عن الكل: من رأس الهرم إلى أصغر موظف في الدولة... ولتكن الحصانة مضمونة حصرا لدماء الشهداء فقط لا غير. فلا حصانة ممنوعة من الصرف والرفع في سبيل السعي لمعرفة الحقيقة الكاملة... كل الحقيقة... ولاشيء إلا الحقيقة.

ولا حقيقة تحتمل ان يبنى الفاعل فيها للمجهول كائنا من كان... منذ لحظة وصول الباخرة المشؤومة مرورا بحجز النيترات على مدى سنوات وصولا إلى ساعة وقوع الانفجار.

لا منارة ينقشع الضوء المضرج بالدم منها سوى العدالة التي تكسر موج ترانزيت الشعبوية والمصالح الشخصية والغايات الإنتخابية والمكاسب المالية...

وحدها العدالة تبرد بعضا من نار قلب أم وأخت وإن كانت لاتخمدها... تجفف بعضا من دمع مقلة أب وأخ وإن كانت لا تحبسها.... وحدها تقي من الإرتطام الكبير...أتؤمنون بالقرآن الكريم؟... إذا "لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون"... أتسمعون من السيد المسيح؟ إذا "تعرفون الحقيقة... والحقيقة تحرركم".

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في الرابع من آب عام الفين وعشرين فجر الاهمال او التقصير او الفساد مرفأ بيروت، وفي الرابع من آب عام الفين وواحد وعشرين يمني بعض أهل الحقد والارتهان وشذاذ الآفاق السياسية انفسهم بتفجير كل لبنان..

في التاريخين الضحايا هم اللبنانيون الابرياء، في الاول شهداء لقمة العيش وفي الثاني اهالي هؤلاء الشهداء وحقيقة شهادة ابنائهم.

ولأن الحقيقة لا ترتجى من منابر بعض السياسيين المجربين بكل انواع الموبقات، فان ما جرى اليوم هو امعان من البعض بتضييع الحقيقة والمتاجرة السياسية بالدم، بعضهم لاستخدامه باكرا في صناديق الاقتراع، وآخرون لتحويله مادة لتفجير كل لبنان..

في احياء الذكرى الاليمة كان الاهل المفجوعون ومتضامنون حقيقيون كما حضر مستغلون معروفون، وباسم دماء الشهداء وقع الاعتداء على اهلهم من قبل محازبين لم يرقهم طلب الاهل عدم استغلال دماء ابنائهم، ولان بعض المناطق مسيجة باحقاد حزبية كان الاشكال في شارع الجميزي وتكسير السيارات واطلاق النار في تصادم بين مسيرة للحزب الشيوعي ومحازبي القوات.

وكما قبل انفجار المرفأ كذلك في ذكراه، يتسلق البعض من خلف شبان مشاغبين محاولين اقتحام مجلس النواب ورمي الحجارة على الاجهزة الامنية والجيش الذين يضربون جنوده بالحجارة ويتباكون عليه على منابر النفاق والشقاق. ولولا اجراءات الجيش لكادت ان تفلت بعض الرصاصات التي حاولوا تهريبها بسيارات الى ساحة الاحتفال..

وعلى الساحة الدولية كان مؤتمر افتراضي لدعم لبنان، ويؤمل ان لا تبقى وعوده افتراضية كما سائر المرات السابقة، على ان كلام البابا فرنسيس كان خير تأكيد عندما ناشد المجتمع الدولي أن يساعد لبنان على طريق القيامة من خلال مبادرات ملموسة وليس بالكلام فقط..

وبالكلام والتهويل وقذائف الخوف كان التعامل الصهيوني مع صواريخ مجهولة اطلقت من جنوب لبنان وسقطت في مستعمرة كريات شمونة شمال فلسطين المحتلة. القذائف التي اعتدت على السيادة اللبنانية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة وان لم تستهدف أماكن مأهولة لكنها تسببت بحرائق في بعض القرى الجنوبية..

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

عام على الكارثة، والعدالة ضائعة، وتعميم الاتهام هو السائد.
عام على الكارثة، والمذنبون فارون من وجه العدالة، ووقاحتهم تفوق كل تصور في ابتداع الصيغ والعرائض، التي لا هدف لها إلا الإفلات من العقاب العادل.
عام على الكارثة، وبعض الأحزاب يستثمر في أوجاع الناس، لا فقط بالشعارات السياسية والانتخابية، بل بالاعتداء والضرب والاستفزاز.
عام على الكارثة، ولبنان غارق في المأساة، ومحاولة الانقلاب على الدستور والميثاق باقية وتتمدد يوميا بأشكال مختلفة.
عام على الكارثة، والمسؤول السياسي الوحيد الذي أبدى استعداده للإدلاء بإفادته أمام المحقق العدلي، على رغم أن الدستور يمنع سؤاله إلا في حالتي الخيانة العظمى ومخالفة الدستور، هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

فمن أجل جروحات اللبنانيين المفتوحة، ومن أجل التاريخ: نعم للتحقيق النزيه والجريء وصولا إلى المحاكمات العادلة.
نعم للقضاء القوي، الذي لا يتراجع أمام صاحب سلطة مهما علا شأنه، ولا يهاب الحصانات والحمايات.

فليذهب القضاء إلى النهاية في التحقيق والمحاكمات، وأنا معه، وإلى جانبه، قال رئيس الجمهورية، وعندما يضع رئيس الدولة نفسه بتصرف القضاء لسماع إفادته فلا عذر لأحد بأن يمنح نفسه أي حصانة، أو يتسلح بأي حجة، قانونية كانت أم سياسية، كي لا يوفر للتحقيق كل المعلومات المطلوبة لمساعدته في الوصول إلى مبتغاه، وتحقيق العدالة في فترة زمنية مقبولة، لأن العدالة المتأخرة، ليست بعدالة.

عام على الكارثة، وصرخة اللبنانيين واحدة: إرفعوا الحصانات ومزقوا العرائض، فلا يتلطى خلف حصانة أو يختبئ وراء عريضة، إلا المذنب، الذي يكون عندها أدان نفسه بنفسه، قبل أن يدنه الشعب ويحاسبه الله، تماما كما اعلن البطريرك الماروني هذا المساء في قداس الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

4 آب 2021... وبعد سنة كاملة على التفجير المجرم جاء يوم الحساب للمنظومة الحاكمة الفاسدة. وفي يوم الحساب اكثر من صفعة موجعة تلقتها هذه المنظومة. الصفعات لم تقتصر على الصعيد المحلي بل امتدت من بيروت الى باريس والفاتيكان، وصولا الى كل انحاء العالم. في بيروت الحشد الشعبي كان معبرا. فمن شارك في الذكرى شارك لسببين. الاول: احياء لذكرى الضحايا، والسبب الثاني يتعلق بالاصرار على معرفة الحقيقة وكشف المجريمين الحقيقيين، وهم للمناسبة جميعا من كبار المسؤولين السياسيين والامنيين. هكذا تحول الحشد الكبير في المرفأ ومحيطه ادانة واضحة وصريحة لمنظومة فساد متكاملة فعلت كل شيء وضحت بكل شيء لتبقى على كراسيها ولتكمل نهب ما تبقى من الوطن. وجاءت كلمة البطريرك الراعي لتعيد تثبيت الثوابت ولتعيد تأكيد المؤكد. الراعي انتقد الطبقة السياسية بقسوة كما لم ينتقدها من قبل، واتهمها صراحة بالتهرب من التحقيق، معتبرا ان المسؤول المؤمن ببراءته لا يتحصن وراء حصانات وعرائض. فهل الروح القدس الذي حضر في قداس المرفأ يمكن ان يغير شيئا في الارواح النجسة للمسؤولين عندنا؟

المشهد من باريس لم يكن اقل قوة. الرئيس الفرنسي اطلق، وعلى مرأى ومسمع الرئيس اللبناني، مضبطة اتهام بحق الطبقة السياسية التي اتهمها بالفساد وبعرقلة تشكيل الحكومة. ولم يتردد ماكرون في التوجه الى عون شخصيا، مطالبا اياه بتشكيل حكومة وايجاد التسوية اللازمة وتطبيق الورقة التي تم التوصل اليها قبل عام من الان. كما لم يتردد في التلويح بعصا العقوبات. لكن على من تقرأ مزاميرك يا ماكرون؟

فالحكام عندنا من اعلى الهرم الى اسفله لا هم لهم الا مناكفاتهم وصراعاتهم وحصصهم وحقائبهم، وهم رغم كل ما حصل قبل سنة ما زالوا اعجز من ان يشكلوا حكومة قد تعيد لبنان الى السكة الصحيحة سياسيا وماليا واقتصاديا.

توازيا، ناشد البابا فرنسيس من روما المجتمع الدولي ان يساعد لبنان ليس بالكلمات فحسب بل بتصرفات ملموسة ، في حين طالب الاتحاد الاروبي بتحقيق قضائي فعال ومستقل وشفاف في بلد معروف بثقافة الافلات من العقاب. فهل للاتحاد الاوربي حل عملي لهذه الطبقة السياسية التي تحارب القضاء والمحقق العدلي؟ وهل للعالم كله وسيلة فعالة لكي يمنع نواب العار من مواصلة رفضهم التخلي عن حصانات زملاء لهم قصروا وارتكبوا ما ارتكبوه عندما كانوا وزراء؟ ان الحل الوحيد هو في "قبع" نواب العار من كراسيهم، لأن "قبع" العار من رؤوسهم امر مستحيل. فهل اقترب يوم الحساب الاخير؟

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

365 يوما مروا على انفجار المرفأ، وبعدكن ما عملتو شي، ولا بدكن تعملو شي.
تخايلوا تفوتو عبيوتكن تلاقوها فاضية، سكنها الموت تفتشوا عن ضحكة ولادكن تلاقوها ضاعت.
صوت امكن عم بتقول، اهلا يا حبيبي كيف كان نهارك؟ راح
وصوت بيك سندك، بناديلك: تعا يا بابا تنشرب قهوة وناكل لقمة، ضاع
خيك واختك، خيالك وشقفة من قلبك، تشتاق لريحتن، تسمع صوتن كأنو حدك بس هني بعاد، كثير بعاد...

تخايلوا انو تتمنوا تحلموا تشوفوا يللي بتحبون بالمنام، ولو لحظة، تغمروون وتشدو... تشدو كثير، بركي بضللوا، قبل ما يخلص الحلم، وتوعوا عالبشاعة...
الهيئة انتو ما فيكن تتخايلوا...
وما فيكن احساس تتحسوا بالموت يللي سكن قلوب وعقول اهالي ضحايا انفجار بيروت، على يللي بحبوون وكبروا سنة تحت التراب...
ما فيكن تتخايلوا لانكن انتو بشعين... واكثر من بشعين يا سياسيينا.
ما بكفي بعتو شعب بكامله، كمان قتلتو شعب بكاملو...
لانو انفجار بيروت ما قتل ابناء العاصمة وحدن... الانفجار قتلنا كلنا
انتو ما بدكن تصدقوا ولا تسمعوا وجعنا كلنا...
همكن تقنعوا حالكن وتقنعونا انو انتو ابرياء من دم ضحايا تفجير الضمير ودمنا كلنا
متكلين مثل عادتكن عالوقت بركي بمحي كل شي.

بس اليوم... اليوم 4 آب...
اليوم مفروض تكونوا شفتوا شوارع العاصمة مليانة عم تقلكن خلص...
قرفنا من حصاناتكم انتو يللي موجودين بالحكم، رؤساء ونواب، ووزراء، وعسكريين وقضاة...
قرفنا من احزباكن يللي خرقت ثورة 17 تشرين وشوهتا، ويللي ازلاما ما استحت تضرب اليوم اهالي الضحايا وتنقل حقدها من شارع لشارع ومن منطقة لمنطقة.
نحنا بدنا الحقيقة والعدالة...
هالقد صعب؟ هالقد صعب تستحوا؟

هالقد صعب ولو مرة تتحملوا مسؤولية...
تتطلعوا بعيون الامهات والموجوعين، تجربوا عن جد تحسوا معن، تفهموون وتقولوا...
نحنا منحط استقالتنا كلنا قدام دموعكن...
هالقد صعب تفهم الاحزاب انو الشارع بطل الها...
هالشارع من 4 آب لليوم، لنهار تحقيق العدالة، لالنا، نحنا يللي دمرتوا ماضينا وحاضرنا، بس ما رح نخليكن اتدمروا مستقبلنا...
استحوا... من يللي ماتوا، استحوا من يللي بقيوا كمان ويللي ما رح يناموا، ناطرين بركي بيطلوا يللي بيحبوهم ولو بالحلم.

 

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ولمعت الثورة من رحم أحزان بيروت.. من تراب يتنشق رائحة مئتين وستة عشر شهيدا.. ومن جراح مدينة سميت بأحلى الملكات ودفع أبناؤها الجزية عن كل الكلمات اختصرت بيروت اليوم حزن البشرية وقامت كحورية.. فمشت طريق الرابع من آب وأحيت ذكراه من الوريد إلى الوريد هو النهار الطالع من أرواح شهداء المرفأ والجميزة والأشرفية وبرج حمود والكرنيتنا ومشارف بحر المدنية.. نهار واحد ترك ثلاثمئة وخمسا وستين ليلة دمع وحسْرة وأهال تنتظر العدالة لمن رحلوا لكن كل الشموس التي أشرقت منذ عام الى اليوم.. علقت على جدار السادسة والدقائق الثماني التي لم تتقدمْ قيد أمنية.. وظلت الحقيقة مع وقف التنفيذ.

هذه حقيقة بيروت.. التي مرت اليوم أمام أعين بنيها.. مشت بيننا في شوارع لا تزال تحمل بصمة الإجرام المؤرخ قبل عام واحد .. من دون ضبط مسؤول واحد رفع الأهالي ما تيسر من أمنيات طلبا لعدالة محجوبة.. توزعوا بين الشاشات يهتفون لمن غابوا بأن حقيقتهم لن تموت ..وأن حقهم من حق بيروت وعدوا أحباءهم بقدسية القضية.. وبأن الأسماء الورادة على لوائح الموت.. ستحيا وإن كره المحصنون.. الذين تحولوا إلى فيلق مكروه.. محاصر.. هارب من وجه العدالة وإن على صهوة قانون ملعون.

وهو القانون الذي سيفصل في النزاع.. بين مجموعة أصبحت "مارقة "سياسيا.. ومجموعات طالتها الجراح على جبهتين: غياب الأحبة وتغييب المحاسبة ولم يعد لديها في جمهورية النترات العظمى سوى قاض وطني.. يتهيأ للقرار الظني ذلك أن انتظارها حقيقة من إنتاج الطبقة الحاكمة كمن ينتظر المتهم أن يقدم على إعدام نفسه وعلى مدار عام كامل.. كان أهل الضحايا يستمعون إلى مواقف وتصريحات سياسية تعلن أنها تحت القانون.. وأن كل مجرم سينال عقابه.. لكن هؤلاء كذبوا وتهربوا واحتالوا.. ثم لفوا سمعتهم بعريضة عار نيابية.

والعار.. جلب الحديث عن "التار" القادم على قانون البيطار فلو رأى ذوو الشهداء والضحايا والجرحى أي أمل في عنابر جمهوريتهم.. لو جرى تقديم المسؤولين عن جريمة المرفأ بين عهدين قديم وجديد لأرتاحت أنفس الغاضبين وهنأت أرواح الغائبين.. لكنْ وعلى مدى اثني عشر شهرا.. كانت العدالة تطارد المتهمين.. والمتهمون يحتجبون وراء حصانة نيابية وثوب محام ومجلس أعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.. وهم صانعوه ومفخخو تركيبته العابرة للمساءلة.

وبغياب الجهة المختصة لبت جريمة بيروت وارتفاع الحصانات عاليا.. يصبح قاضي التحقيق طارق البيطار مرجعا للمسح الزلزالي ..وخبيرا محلفا لتقديم الجناة الى المحاكمة وله رفعت اليوم الصلوات ايضا لابعاد الابالسة السياسيين عن ميدانه.. ومن قلب المرفأ وقداس الرحمة كانت الدعوات تتوالى الى المثول أمام القضاء لأنْ لا حصانة امام دماء الشهداء وهي الكلمة التي رفعها كصلاة البطريرك الراعي من ساحة شهدت قبل عام على جريمة القتل المشهود.

والراعي جعل المرفأ صرحا وصلى لبيروت عروس المتوسط قائلا إن الشعب لا يريد عرائض إنما حقائق.. وواجب على كل مدعو للادلاء بشهادته أن يمتثل للقضاء من دون ذرائع وحجج وقال: العدالة ليست مطلب عائلات الضحايا فقط بل الشعب كله، ونحن نريد ان نعرف من أتى بالمواد المتفجرة، من هو صاحبها الاول والاخيرة؟ من سمح بإنزالها؟ من سمح بتخزينها من سحب منها كميات والى اين ارسلت؟ من عرف خطرها وتغاضى عنها ومن طلب اليه التغاضي؟ من فجرها وكيف تفجرت؟.

هذه الأسئلة.. واجب أجوبتها أيضا.. علينا: صحافة استقصائية أبحرت من ميناء بيروت.. وصعدت على متن بابور الموت ليس طعما بسبْق إنما بترسيم الحقيقة وتحديد المسؤوليات وزعزعة الارتياب الذي أرادوه مشروعا.. وصولا الى الحكم بالعدل ومنذ سنة الى اليوم تجري قناة الجديد تحقياتها الصحافية وتدخل العنبر من جهات أربع.. وتعاين الحقيقة والنترات قبل التفجير والأكياس التي تبين بالامس بالصور القاطعة للشك أنها تعرضت للسرقة.

وكشف الزملاء رياض قبيس و فراس حاطوم وليال بو موسى وهادي الأمين وحليمة طبيعة على طول السنة وعرضها عددا من الوثائق عن باخرة الأمونيوم روسوس ووصولها ووكيلها البحري والمراسلات الإلكترونية والهاتفية ما يثبت تهمة الإهمال على الدولة الذي يبلغ حد التواطؤ ومستمرون في المهمة.. من دون حصانات. وحياة الي راحوا.. هي العبارة التي لن تشبه إلا نفسها.. وقسمها ووعدها ودماء شهدائها وهو الوعد العهد.. القاطع كالعدل.

المصدر : وكالات