صحة >صحة
مستوصفات الفقراء بلا أدوية: الكارثة اقتربت
مستوصفات الفقراء بلا أدوية: الكارثة اقتربت ‎الخميس 12 08 2021 11:37
مستوصفات الفقراء بلا أدوية: الكارثة اقتربت

مايز عبيد

إذا كانت المستشفيات تعاني نقصاً حاداً في مادة المازوت فإن المستوصفات في عكار، لا سيما تلك التي يعتمد عليها المواطن المعدوم، أي تلك المستوصفات التي تأخذ مبلغاً زهيداً لا يتعدى الـ 10 آلاف ليرة تعاني اليوم معاناة قاسية تصل إلى حد التوقف عن العمل واقفال أبوابها بشكل نهائي. فما الخطب يا ترى؟

معاناة المستوصفات متنوعة وكثيرة، إلا أن أشدها اثنتان: الأولى تتمثل في انقطاع الأدوية من صيدليات المستوصفات بشكل شبه كامل من جهة، والثانية تكمن في انقطاع الكهرباء والمازوت.

في ما خص موضوع الأدوية فإن المستوصفات في عكار تفتقد لكل أنواع الأدوية، ولا حلول في الأفق تشي بأن شيئاً ما سوف يتغير.

مرحلة صعبة

يقول رئيس بلدية ببنين - العبدة الدكتور كفاح الكسّار لـ"نداء الوطن": "إننا أمام كارثة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فنحن أمام انقطاع كامل لكل أنواع الأدوية من مستوصفاتنا وهناك مرضى يأتون إلينا وأوضاعهم الصحية صعبة ولا نستطيع أن نقــدم لهـم شيئــاً سوى الدعاء".

ويضيف: "نحن كمستوصفات في عكار نعاني جميعاً من خطر عدم تأمين الأدوية، وهناك مؤشر عرضة للموت كل يوم وكل ساعة. نحن الآن في موسم رشح وأمراض صدرية وأمام ارتفاع حاد من جديد بإصابات "كورونا"، وكل ذلك يستلزم أدوية والأدوية غير متوفرة لا عندنا كمستوصفات ولا حتى في الصيدليات، ولو حتى بثمنها".

ودعا الكسار "كل المتمولين وأهل الخير والمغتربين والجميع إلى التعاضد في هذه المرحلة، فهي مرحلة صعبة للغاية وتتطلب من الجميع وقفة إلى جانب بعضنا البعض، وأن تصرف زكاة الأموال وأي نوع أو شكل من أشكال العطاء والخير في مجال تأمين الأدوية سواء من الداخل أو من الخارج، وإلا فإننا قادمون على كارثة حقيقية لا سمح الله، فالوضع جد خطير، والمطلوب التحرك بسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. فكما وقفتم مع أهلكم في السابق في الأعياد وفي رمضان وفي جميع المناسبات، فإن المناسبة الآن أكثر دقة وأهمية وتتعلق بحياة الناس، والدواء اليوم يتقدّم على الأكل والشرب وكل شيء. فالإنسان يمكن أن يعيش بلا خبز لكنه لا يستطيع العيش من دون أدوية".

في سياق متصل، كشف الكسار انه عالج قبل أيام طفلاً مريضاً بمرض صدري "وكتبت لوالدته الدواء المطلوب، فطلبت مني أن أضع اسم الدواء البديل في حال لم يكن الاصيل موجوداً، فأشرت على 4 أدوية أخرى على الورقة، والمفارقة أن الوالدة لم تجد ولا دواء من الأدوية الخمسة في الصيدليات".

وأكد أن "مثل هذه المستوصفات في المناطق تقوم بإعطاء الأدوية التي تكون لديها إلى مرضاها مجاناً في هذه الظروف الصعبة، وإن توقف هذه المستوصفات عن العمل يعني أن هؤلاء الفقراء مع عائلاتهم أصبحوا عرضة للموت في كل لحظة". وأوضح أن "أكثر الأدوية طلباً هذه الأيام غير الأدوية المزمنة هي أمراض الصدر، والربو والحساسية، والرشح، وأدوية التنفس ومستلزماتها... وما نراه في مستوصفاتنا من عدم القدرة على تلبية المرضى بأدويتهم لأمرٌ يدمي القلب، ولكن ماذا نفعل وماذا نقول أمام هذا الواقع المر، نسأل الله السلامة وأن تتغير الأحوال إلى الأفضل".

ثمة عائلات ومرضى في عكار ومناطق الشمال، في وضع اجتماعي صعب، فإن وجدت الأدوية في الصيدليات فلا قدرة مادية لها على شرائها لا سيما بعدما ارتفعت أسعارها مؤخراً وسط حديث عن ارتفاع إضافي ايضاً، وهؤلاء يعتمدون على هذه المستوصفات لتأمين أدويتهم وتطبيب أنفسهم، وهم اليوم يعيشون أصعب أيامهم مع المرض نظراً لعدم قدرتهم على تأمين الدواء وليس هناك من يسمع أو يجيب، فإلى متى؟  

المصدر : نداء الوطن