فلسطينيات >داخل فلسطين
في ذكرى استشهاد مخيم
في ذكرى استشهاد مخيم ‎الخميس 12 08 2021 23:49
في ذكرى استشهاد مخيم

معن بشور

ليس فتحاً لأوجاع الماضي الذي نخشى ان يعيده الينا بعض الجهلة والمتعصبين والعنصريين. وليس نكئاً لجراح قررنا تضميدها والاستفادة من عِبرها ودروسها ، وليس صباً للزيت على نار الأحقاد التي ما أستبدت بأفراد أو جماعات أو مجتمعات إلاّ ودمرتها . لا بد من تذكّر مجزرة مخيم "تل الزعتر" في مثل هذا اليوم عام 1976، بعد حصار دام اكثر من شهرين في فصل من أكثر فصول الحرب اللبنانية بشاعة. نتذّكر تل الزعتر لكي نترحم على الشهداء ونشعل شمعة على اضرحتهم ، ولنتضامن مع ذوي الشهداء والمفقودين وبينهم الفلسطيني وغير الفلسطيني، لكي ندرك عمق المحنة التي مررنا بها في لبنان ونسعى لمنع تكرارها أيّاً كانت الدوافع والأسباب. نتذكر تل الزعتر، وقد تكرر الحصار الذي فرض عليه بالحصار الذي عاشته بيروت في مثل هذه الأيام عام 1982 والذي انتهى أيضاً بمجزرة مماثلة هي مجزرة صبرا وشاتيلا والتي استشهد فيها أيضاً الالاف من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين المقيمين في المخيم. نتذكر ذلك الحصار، واللبنانيون والفلسطينيون والسوريون واليمنيون والعراقيون والعديد من أبناء أمتنا وأحرار العالم يعيشون حصاراً مماثلاً يسعى من خلاله تحالف "الخارج" الطامع بالهيمنة علينا، مع "الداخل" الفاسد الجشع الذي يحرص على التهام كل شيء في بلادنا دون أي رادع أو وازع. نتذكر ذلك الحصار ، ونحيي أبناء المخيم الذين ما زالوا كل عام يحيون ذكرى استشهاد تل الزعتر عبر رابطة تجمع أهالي المخيم وتؤمّن التواصل بينهم، نتذكر ذلك الحصار، ونحييّ القيمين على مؤسسة انطلقت من رحم المأساة لتهتم بأطفال فقدوا الاب والأم فكانت لهم عائلة ترعاهم وتحتضنهم وباتت اليوم مؤسسة حاضرة عبر مراكزها ومستوصفاتها ومدارسها تعمل في معظم مخيمات لبنان (بيت أطفال الصمود). نتذكر تلك المجزرة لنعقد العزم ألا نكرّر هذا النوع من الحروب القذرة والمجازر البشعة التي لا تخلّف وراءها إلاّ الأحقاد والخراب والدمار ولنؤكد ان اللبناني والفلسطيني هما أبناء أمة واحدة ومصير واحد ومسار واحد .

المصدر : جنوبيات