لبنانيات >أخبار لبنانية
إطمئن يا دولة رئيس الصدفة!
إطمئن يا دولة رئيس الصدفة! ‎الأحد 15 08 2021 14:57
إطمئن يا دولة رئيس الصدفة!

المحامي هيثم عزو

الآن أصبحت كل الإدارات والمؤسسات -المعطَّلة أصلاً- مقفلة حداداً على أرواح الشهداء في النكبة الثانية في عهدك... تعلّمنا بأنَّ المسؤولية تكليف وليسَ تشريف، ولهذا بإسم المسؤولية الملقاة على عاتقكَ نسألُكَ: هل يجوز أن تحصر مهامك كرئيساً للحكومة بإصدار فقط مذكرّات إقفال لأجهزة الدولة بمناسبة العطل والأعياد وحياة المواطنين كلها أصبحت معطّلة وأعيادهم أصبحت جحيم؟! هل يُعقَل أن تبقى حكومتكم بلا اجتماعات استثنائية رغم اشتداد الأزمات وتحلُّل الدولة والخطر القوي الذي أصبحَ يهدد شعب بأكملهِ في وجودهِ ومعيشتهِ وبأبسط مُقوِّمات حياتهِ؟! هل تشاهد هذا الذل الذي يعيشهُ اللبنانيون يومياً، أم أغلقوا على عينكَ أطبقوا على فكيّك وأقفلوا على أُذنيّك، فأصبحتَ من فئة صُمٌّ بُكمٌ عُميٌّ فهم لا يَعقلون؟! هل من المنطق بمكان أن تبقى متمسكاً بمبدأ تصريف الأعمال بالمفهوم الضيِّق جداً بذريعة أنَّ الحكومة مستقيلة، رغم أنّهُ من المًسلَّم بهِ عِلماً وفقهاً واجتهاداً أنّهُ في الظروف الاستثنائية تحُل شرعية استثنائية محل الشرعية العادية، فيُصبِح ما هوَ محظَّراً مباحاً ولغاية انتهاء الظرف الاستثنائي وبشكلٍ يؤول إلى حتمية حق الحكومة المستقيلة ممارسة أعمال تصرفية كما لو كانت عادية في مثل هذه الظروف القاهرة التي تُبرِّر دفع الخطر الأكبر بالخروج على المبدأ الأصغر؟ هل سمعتَ أو عرفتَ أو أدركتَ أو أعلمكَ مستشيروك أنَّ الضرورات تبيح كل المحظورات والأخطار تُبرِّر الأعذار؟! ثمَّ أننا حقاً نتساءل: هل تفعل كل هذا التمنُّع القاتل لإلتئام مجلس الوزراء فقط من أجل ضمان إدخالكَ إلى نادي رؤساء الحكومات بموافقة السابقين؟! *دولة الرئيس، إن لم تكن على مستوى المسؤولية الوطنية، فأنتَ مجرِّم بما تعني الكلمة ويقتضي تجريمكَ سنداً للتَبِعة السياسية المنصوص عنها دستوراً...*

المصدر : جنوبيات