ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
أقلام خائبة - بقلم علي زعرور
الاثنين 23 08 2021 18:05جنوبيات
في صرحها المتخم بأرقام عابرة، تسربلت بعضٌ من نون النسوة على أجداث صفحات ترضعها من حبر يراعها مآثرها التي ظنت أنها سُجلت في موسوعة "غينيس" للكتابة، صاحبة الأحرف المدججة ببصيرتها المقلوبة توزع لنفسها ألقاباً على موائد جلّ ما فيها أنها مجرد ترهات في زمن المُحل، حيث الغلبة ونشوة النصر لمن تتبوأ مقعد الألفية الرابعة من الإعجابات التي ان محصّتها، ليست سوى مجرد سخرية في لعبة الصعود القسري. هن كثر من لولبية الإعلام المرئي والكتابي، تعاملن مع ظهورهن المتزلف كأيقونات إعلامية، إنهن "ديفا" خضعن لمباضع التجميل اللغوي، لإبراز جمال معانيهن فكنّ خلطات من التوابل الهندية التي تشعط مآقي القارئين ثم تصيبهم بعمى المشاهدة والتذوق الفكري. حازت صاحبات الذوق الرفيع بين مزدوجين"هكذا يسمونهن في صالونات الكتابة والمنتديات الفكرية"، على قبول من القيّمين على صرحهم، الذين يتهافتون على استقطاب الفئات العمرية الشابة تحت خانة فتح نوافذ مستقبلية، إنهن الوقت الضائع في شمّاعة الزمن، حيث لا جدوى من اغداق أوسمة وهمية تقبع تحت مقصلة التماهي والتباهي المتهالك. في مشهدية التسويق لنجاح يخترق آفاق الرياديين في المجهر الإعلامي، تقف إحداهن على أرصفة الصفحات، متعثرة الخطوات، تجر أذيالها على وقع كلمات من الواقع المعاش، تكرار ممّل ينبجس صداه تحت وطأة ارتفاع الأسعار لمتطلبات الحياة اليومية، إنها ياء المنادى في سوق العرض والمتلقي صاحب حاجة يفتقر إلى دفع ثمن المحاباة الاقتصادية. بعضهن على مقاس رغبة خائبة، سوالف نسوية، يغدقن رعشة القلم في غربة الكتابة، تتأجج جمرة حضورهن تحت رماد تأويلات غير صالحة للصرف الا في خانة المتابعة الكمية، مغازلة كاذبة يصح القول فيها أنها التأكيد في بوتقة النفي. تتبارى هي بهزائم النصر، ونتفانى نحن بشهية الصبر، أما التصبّر فله شأن آخر نلوذ إليه في لحظات الإشتياق إلى الفضفضة الصادقة، تاركين مساحاتهم التي تغتالها العناوين المذبوحة تحت صهيل الرغبات.