ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
بين الدولة العميقة وغرفها السوداء والإستثمار النتن... نحن الضحية
السبت 4 09 2021 14:45نضال شهاب
لا يختلف إثنان على أن الدولة العميقة تحرك الدولة التقليدية التي نعرفها كمن يحرك عرائس الماريونيت ، يجعلها تمشي ، تقعد، تقف ، تتمايل خوفاً ، ترقص على إيقاعٍ أو لحنٍ يشبه لحن الموتى،اللحن الذي أدخل لبنان بدهاليز الفقر والفساد والحرمان... بعد أن كان من أجمل وأفضل البلدان.
وجميعنا يعرف أن معظم المتحكمين بالوطن يستثمرون بالشحن الطائفي البغيض النتن، يستخدمون الطائفية لزرع الفتن والتفرقة على الرغم من أنهم يعرفون أن الطائفية هي مصدر غنى معنوي ومادي للوطن.
ولا نفضح سراً إذا قلنا أن أي زعيم أو مسؤول يقول أنه ضد الطائفية هو ماكر، مخادع ، كاذب... فالطائفية بالنسبة له هي أفضل إستثمار سياسي، ومعظم الشعب وللأسف أرض خصبة لهذا الإستثمار النتن.
جميعم على المنابر ينادون بالعيش الواحد والمشترك ورفض الطائفية ويعززونها في إجتماعاتهم وغرفهم السوداء ، يحاضرون بالعفة ولم يمروا يوماً بجانب الشرف ولو مرور الكرام.
هؤلاء يا كرام هم من يتحكمون بالدولة التقليدية،هؤلاء أصحاب الغرف السوداء الذين إذا أردنا أن نصنف أحدهم نقول هذا منهم ولكنه الأقل سفالة.
في غرفها السوداء تطهو الدولة العميقة سمومها وتقدمها للشعب البائس الذي يلفظ انفاسة الأخيرة، الشعب الجائع الذي يعيش الأزمات تلو الأزمات،فمن أزمة تحصيل النقود إلى أزمة الحصول على الفيول إلى أزمة الدواء والكهرباء والماء...والاّتي أعظم، فلربما سنواجة قريباً أزمة في الهواء حينما تعود أزمة النفايات التي تلوث الهواء صيفاً والبيئة الجوفية شتاءٍ، فالبلديات لم تعد قادرة على دفع مستحقات شركات نقل النفايات بسبب العحز المادي الذي تواجهه مع إنهيار سعر الليرة مقابل الدولار.
كنا نقول أزمة وتزول واليوم نقول أزمة ونزول، فالوضع لم يعد يحتمل أياَ من الأزمات، الأزمات التي عرفنا مؤخراً أنها كانت مدبرة . فسيناريو المصارف كان يُكتب عندما رُفعت قيمة الفائدة على الليرة ووصلت الى 12% لتشجيع المودعين على تحويل حساباتهم من الدولار الى الليرة، أزمة المحروقات دبرت في الغرف السوداء منذ اكثر من عام، أي عندما كان يحفر هذا المحتكر أو ذاك خزاناتٍ للنفط وقام بتخزين ملايين الليترات من مادتي المازوت والبنزين،أما عن أصحاب شركات الدواء وتخزين الأدوية وحجبها عن المرضى الذين واجه العديد منهم الموت بسبب فقدان الدواء ولم يرف لمن يدعون الإيمان والعفة جفن فحدّث ولا حرج.
المحتكر يا كرام هو عضو فاعل ومتحكم ومنفّذ لأوامر قادة الغرف السوداء، الغرف التي تقع في لبنان وتدار من الخارج أكثر مما تدار من الداخل، بهدف الضغط والإرتهان والتبعية... وعدم السماح لنا بأن نتنعّم بخيرات بيئتنا الجوفية من الغاز والنفط في البحر أم في البر.
لا نقدم جديداً إذا قلنا أن عدد المشرعين الفاعلين في الندوة البرلمانية لا يتجاوز أصابع اليد ،وإن السلطة التنفيذية تواجه عجزاً في الإرادة والمادة، ويبقى القرار للسلطتين التشريعية والتنفيذية هو من مهام رئيس هذا الحزب أو التيار.
ونبقى نحن كبش المحرقة ، نتجرع الذل بشتى انواعه ولا من بارقة أمل لنا بالخلاص، الأزمات تزداد والسفلة يتزايدون والمتحكمين يشدون الحبل على أعناقنا ولا أمل لنا إلا بمعجزة أو ثورة حقيقية لا ثورة مسيرة أو تبعية.
ثورة ترفض انتهاج الدولة العميقة للحيل على المواطنين من أجل الحفاظ على النظام العام ومنظومة الفساد والمعتقدات المتعلقة بشكل مباشر أو غير مباشر للدولة.