بأقلامهم >بأقلامهم
متى تسكن السعادة في القلب؟
القاضي م جمال الحلو
إنها قصة جميلة وانسانية بمعانيها السامية عن: أخلاقيّات تجّار بيروت المحروسة قديمًا في التعاملات فيما بينهم على ارقى مستوى.
وهذه القصّة أخبرنيها الحاج محمود الحبّال "طيّب الله ثراه" (وكان مديرًا عامًّا لمؤسّسات الدكتور محمّد خالد الاجتماعيّة) عن أخلاق تُجّار بيروت قديمًا، قائلًا:
في الصباح، بُعيد صلاة الفجر وعند شروق الشمس، كانت عادةُ تجّار بيروت، وخصوصًا في الأسواق القديمة، أن يضعوا كرسيًّا صغيرًا بجانب باب الدكّان عندما يفتحون دكاكينهم. وأوّل زبون يأتي دكّان أي تاجر منهم، يحمل ذلك التاجر الكرسيّ إلى داخل الدكان ويبيع للزبون. وعندما يأتي زبون آخر ليسأل عن وجود سلعة ما، يخرج التاجر من دكّانه وينظر إلى السوق، ويلاحظ أي من الدكاكين لا يزال الكرسيّ موجودًا على بابه، فيقول للزبون: هل ترى ذاك الدكّان؟ اذهب إليه وستجد طلبك بمشيئة الله. فأنا "استفتحت" وجاري في السوق لم يستفتح بعد.
السعادة التي تهديها لأحدهم، ستجُوب الطرقات وتعود لقلبك يومًا ما. ثق بالله واطمئنّ.
نتحدّث هنا عن زمن البركة والبساطة. ونتكلّم على المحبّة وحبّ الخير. ونلفت الانتباه إلى الوفاء والأمل والرجاء.
سُئلت السعادة: متى تسكنين في القلب؟
أجابت: إذا اعترته ثلاث حالات: "عدم الحزن على ما مضى، وعدم القلق ممّا هو آت، والرضى التامّ بما قسمه الله لك".