تعاملت  دول الخليج العربي مع تشكيل الحكومة بصمت مطبق رغم التعويل على دور خليجي في انتشال لبنان من واقعه البائس، في حين ترى أوساط متابعة بأن الموقف النهائي منوط بالتريث السعودي الذي لا يزال ساري المفعول حتى الآن ويترقب الأداء اللبناني في المرحلة المقبلة.

في هذا الإطار، من الواضح بأن  الرئيس ميقاتي وضع نصب عينيه القيام باعادة ترتيب العلاقة مع الخليج العربي وتحديدا السعودية بعدما تدهورت طيلة الفترة السابقة ولحقت بها أضرار جسيمة كان يمكن تلافيها في حال التعقل والحكمة، فيما برزت إشارات عن استعداد سعودي لاعادة النظر في حالة الجفاء لكنها تحتاج إلى جهود من المفترض القيام بها فور نيل الحكومة الثقة الاسبوع المقبل.

في هذا الإطار، يعتبر سياسي تربطه علاقة تاريخية مع المملكة العربية  السعودية بأن الغموض في الموقف السعودي يحمل عوامل إيجابية ينبغي على اللبنانيين البناء عليها، اذ كان من الممكن أن تصدر وزارة الخارجية موقفا سلبيا وتوصد الباب بشكل نهائي.

كما يلفت السياسي المذكور الى ضرورة ادراك الجانب اللبناني انتهاج السعودية سياسة خارجية جديدة تتماشى مع رؤية العصر والتحديات المستقبلية، وبالتالي لا يمكن للبنان التعويل على العامل الوجداني وروابط الأخوة، بقدر ما ينبغي العمل علي تحقيق المصالح المشتركة خصوصا في الميدان الاقتصادي، لكن ذلك يتطلب إعادة ترتيب العلاقات على اسس جديدة.

بالمقابل، يؤكد وزير سابق بأن أعادة ترتيب علاقة لبنان مع العالم العربي والسعودية تحديدا يتجاوز البعد المحلي رغم أهميته، ويرتبط بشكل اساسي بقضايا المنطقة ككل. فالسعودية لم تقم بخطوة واحدة بإتجاه إعادة العلاقة مع سوريا رغم الانفراج وفتح قنوات الاتصال المباشر الذي يقتصر على الجانب الامني فقط، والأمر ذاته ينسحب على القضية الفلسطينية و أيضا على مختلف جوانب التعاون العربي.

غير ان الوزير السابق لا يغفل الدور الأردني المستجد في إعادة ترتيب علاقة لبنان مع عمقه العربي، حيث  برز تحرك الملك عبدالله مع الرئيس الأميركي جو بايدن وأسفر عن نتائج ملموسة في استجرار الكهرباء والغاز المصري، ما انعكس  تأمينا لعوامل انفراج يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة.