ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
كيف التطهّر من الفساد؟
سؤال غريب على السمع، ثقيل في وقعه، أليم في سجعه، مرير في ذكره.
ليس هناك أبشع من الفساد والاستبداد، وليس هناك طهارة يمكن اللجوء إليها سوى استئصال الفساد من جذوره، ووضع الفاسد في زنزانة انفراديّة لمدّة زمنيّة طويلة، يضمحلّ فيها حتّى يلفظ أنفاسه الأخيرة.
هذا، ويُروى في الزمن الحاليّ، الذي من الخير خالٍ، أنّ تاجرًا يدّعي العفّة، وحجّ بيت الله الحرام، ولا يقطع فرض صلاة، حاول استعمال كلمة مناسبة وسهلة في سبيل تغطية عيوبه الجرميّة، فسأل شيخه:
مرحبًا شيخي الفاضل، كما تعلم، أنا تاجر مواد غذائيّة، وقد اضطُررت إلى التوقّف عن البيع لفترة زمنيّة محدّدة نسبيًّا إلى أن يتمّ تثبيت سعر الدولار الأمريكيّ. وقد صار المستودع مليئًا بالمواد المكدّسة، فاشتريتُ كلبًا لحراسته خشية سرقة المواد، بيد أنّ هذا الكلب يلمسني أحيانًا "ويقفز عليّ ليُلقي التحيّة"، فهل تُعدّ هذه اللمسة نجاسة؟ وفي حال الإيجاب، كيف لي أن أتطهّر منها، يا شيخنا الحبيب؟
فأجاب الشيخ بسرعة البرق:
"نعم إنّها نجاسة (على الوجه الصحيح)، وهنا وجب على الكلب الاغتسال، سبع مرّات بالماء، وإحداها بالتراب".
إنّه الجواب الكافي والوافي والشافي.
وكم من الكلاب عليها أن تغتسل من نجاسة التجّار الفاسدين؟