بأقلامهم >بأقلامهم
لمن الأولوية؟
كم كنت أتمنى لو أن الرئيس نجيب ميقاتي بعد لقائه الرئيس نبيه بري قد قال في معرض الحديث عن علاقات لبنان وسورية أن ما يحدّد العلاقة هو مصلحة البلدين بالدرجة الأولى، وليس ما يمكن أن يتعرّض له لبنان من عقوبات بسبب هذه العلاقة.
ونذكّر الرئيس ميقاتي أن العقوبات المفروضة على سورية هي إجراءات أحادية اتخذتها الإدارة الأمريكية بغير وجه حق، وليس المجتمع الدولي، وهي بصدد مراجعتها والتراجع عنها، أمّا ما يخصّ العلاقة بين البلدين التوأم، فلا تحدّدها أواصر التاريخ وروابط الجغرافيا ووحدة المصير فحسب، بل هي علاقة تفرضها المصلحة المشتركة للبلدين، خصوصاُ في هذه الظروف المريعة التي يعيشها لبنان واللبنانيون، كما يفرضها الدستور اللبناني ذاته، واتفاقية الطائف نفسها، ومعاهدة الأخّوة والتنسيق والتعاون التي ما تزال سارية المفعول حتى تاريخنا هذا.
وبهذا المعنى فإن العلاقة بين لبنان وسورية هي علاقة سيادية بكل المقاييس والاعتبارات.
إن لبنان الرسمي والشعبي مدعو لأن يكون الأول في تجاوز العقوبات المفروضة على سورية، وأن يكون المبادر إلى التواصل مع دول المنطقة والعالم من أجل تجاوزها، لا أن ينتظر إشارة من هنا أو هناك بهذا الصدد.
كلامنا هذا نابع من الحرص على لبنان أولاً يا دولة الرئيس.. بل هو كلام لا يستهدف الاحراج ولا المزايدة.. فقد اعتبرنا أن إنهاء الفراغ الحكومي بتشكيل هذه الحكومة هو مكسب للبنان في هذه الظروف الصعبة، وهو ما يتطلب انفتاحاً لبنانياً على كل الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمتها الشقيقة سورية..