لبنانيات >أخبار لبنانية
انفتاح عربي يكسر الحصار عن لبنان وواشنطن تعيد ترتيب أولوياتها
انفتاح عربي يكسر الحصار عن لبنان وواشنطن تعيد ترتيب أولوياتها ‎الاثنين 4 10 2021 20:16
انفتاح عربي يكسر الحصار عن لبنان وواشنطن تعيد ترتيب أولوياتها

جنوبيات

من غير الواضح إلى أي حد ستكون عليه تحديات حكومة"معا للانقاذ" خاصة وأن من مهامها توفير الدعم للبنان، وإن كانت القناعة المتأسسة لدى بعض المعنيين تقود إلى أن الاهتمام يجب ان ينصب على إجراء إصلاحات اقتصادية جدية من شأنها أن تمنح لبنان 

قد يكون من السابق لأوانه  التيقن بما سيؤول إليه الاهتمام العربي وعلى وجه الخصوص المصري والأردني بلبنان، خاصة لجهة التدخل لدى السعودية لفك حصارها عنه، بيد أن الأردن الذي استعاد دوره في المنطقة مع الإدارة الأميركية الجديدة يتطلع باهتمام إلى القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط ، فاستقبال الرئيس الاميركي جو بايدن الملك الاردني عبد الله الثاني في البيت الابيض أبرز اهتمام واشنطن بعمان كشريك رئيسي لها في المنطقة من حيث القيام بالمهام المفترضة لجهة حل المشكلات الداخلية لبعض الدول وترتيب اوضاعها الاقتصادية.  وبالتالي فإن الاردن يشكل اليوم وفق إدارة بايدن مدخلا للتغيير في السياسات الاميركية، في موازاة تقدم دور مصر  وتظهر ذلك في ملفات العراق الأردن وسوريا التي حضرت على بساط البحث خلال زيارة الملك الأردني إلى واشنطن وخاصة لجهة إعادة تطبيع العلاقة بين واشنطن ودمشق.

لا شك ان لبنان معني بأي تبدل في مواقف الاطراف الدولية والغربية تجاه سوريا، فادارة بايدن أعطت عمان فرصة اختراق"قانون قيصر" الذي يفرض العقوبات على كل من يتعامل مع دمشق، لجهة إيصال الكهرباء الاردنية والغاز المصري عبر سوريا إلى لبنان. وبالتالي فإن الانفتاح العربي على لبنان هو جزء من منظومة كسر الحصار الجزئي عنه فعطفا على زيارة رئيس وزراء الاردن إلى لبنان بشر الخصاونة الاسبوع الماضي، والزيارة المرتقبة لوزير خارجية مصر سامح شكري لا يخفى ايضا الاهتمام الكويتي والقطري بلبنان، وهذا من شأنه وفق مصدر سياسي بارز ان يشكل دعما مهما يعوض نسبيا الانكفاء السعودي،  فإعادة فتح معبر "نصيب-جابر" البرّي الحدودي بين سوريا والاردن من شأنه أنه يشجع استئناف تجارة وحركة الترانزيت ونقل البضائع والصادرات الزراعية إلى دول الخليج، مع الاشارة الى أن لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اليوم بوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والذي سيبحث إلى العلاقات الثنائية وتطورات المنطقة، الملف اللبناني بعد تشكيل الحكومة لا يمكن الرهان عليه كثيرا في إحداث أي خرق كبير في موقف المملكة من لبنان، وفق المصدر السياسي نفسه، ومرد ذلك ان الأزمة اليمنية لم تحل بعد بين الرياض وطهران

ومع ذلك، فإن علاقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الشخصية والسياسية بالملك عبد الله الثاني يمكن الرهان عليها ايضا وفق المصدر نفسه، لمصلحة لبنان على الصعيد الاقتصادي، فضلا عن ان رئيس الحكومة يحظى بقوة دفع دولية وعربية يرغب في توظيفها في معالجة الكثير من الملفات العالقة على رأسها ملف الكهرباء بعيدا عن اي خلافات مع افرقاء الداخل، فهو مقتنع بأهمية تدوير الزوايا وايجاد مقاربة ممكنة التنفيذ للمشكلات خاصة وأن أي تضارب في المواقف حول معمل سلعاتا الكهربائي من شأنه أن يوتر الجو الحكومي. واذا كان العمل يجري لترميم خط الغاز إلى معمل دير عمار، فإن ما يحصل اليوم في ما خص معمل سلعاتا لا يتعدى تقديم الرؤى ومناقشتها ليبنى على الشيء مقتضاه في مرحلة مقبلة، خاصة وأن برامج دولية ومبادرات افضت إلى ضرورة التخلي عن مشروع معمل سلعاتا بصيغته الحالية.

 في خضم كل ذلك، فإن حزب الله في قلب التطورات الإقليمية والدولية، والادارة الأميركية من جهتها في صلب إجراء مراجعة النهج المتبع حياله بعدما كادت سياسة ترامب تعرض المصالح الأميركية للخطر، وبالتالي فإن الإدارة الاميركية الراهنة لن تتخلى عن مسار العقوبات على شخصيات من الحزب، فإنها في الوقت عينه تتجه نحو إعادة ترتيب اولوياتها وأوراقها اللبنانية في ضوء التطورات والمستجدات وخارطة تحالفاتها الثابتة والمستجدة.

المصدر : وكالات