كلمة تنبع من القلب لكل اللبنانيين ولأحبتنا وإخوتنا وأصدقائنا من الطوائف الإسلامية، كلمة مفعمة بمشاعر التآخي والتضامن والتكاتف كي نتخطى الأزمات التي تداهمنا وتحاول أن تزعزع ثقتنا ببعض ومتأكدين سوية أنها لن تنجح وسيبقى الأخ للأخ والعضد للعضد والسند للسند، فما هو الوطن إن لم يكن عيداً يحتفل به الجميع وما هو الوطن إن لم يكن واحة تهدئ من هواجس الجميع وتبث بنا الطمأنينة. هل الوطن ساحة حرب يكون، حين نشاء، وساحة وفاق يكون حين نشاء، كلا وألف كلا، الوطن هو العيد الذي يجمع ولا يفرق، الوطن هو كل الفصول إلا فصل خطاب الكراهية والأحقاد وتراشق الإتهامات، الوطن هو كل شيء إلا غيوم البارود ورذاذ الرصاص والزجاج المتكسر والمتبعثر، الوطن هو أنا وأخي وصديقي وعائلاتنا في أمن وآمان. الوطن ليس كلمتي ضد كلمتك بل كلمتي وكلمتك تكملان القرار الوطني بعدم الإنجرار إلى فتن أشباحها سيطرت فيما مضى وكلفتنا أخاً لك وأخاً لي. العيد هو عندما يكون الوطن بخير وعندما نتكاتف كي ينهض مجدداً عبر الأمر الواقع الوحيد الذي يمكن لأي منا أن يفرضه وهو بناء الدولة العادلة واحترام القانون دون عداء ودون معاداة ودون استجرار لمشاريع سوداء تلغي الوطن وتعمم الشرذمة والضياع. في عيد المولد النبوي الشريف ندعو كل الأفرقاء لإلتماس الوعظ من سيرة النبي صلى الله عليه وسلّم ومن رجالات لبنانيين أبوا أن يكون الوطن مجرد زعامة لفئة على أخرى ولفريق دون سواه، الوطن هو صلاة العيد أكانت في الكنيسة أو في الجامع او في المصلى، الوطن هو مصلحة الجميع والعيد هو خلق جديد للوطن في داخل قلوبنا وليس عبر فوهات البنادق والرشاشات. كل عام وأنتم بخير يا أحباء لبنان.