أول الإنجازات الملموسة للحكومة الجديدة، هو إنشاء «غروب» خاص لزوجات الوزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لتبادل الأخبار والمعلومات، عِوضاً عن «غروب» للتنسيق بين الوزراء، أُطلِقَ عليه إسم «Minister’s wives»، هذا الخبر كاد يمر مرور الكرام إنْ كان البلد بألف خير، ولا يعاني من أزمات أثقلت كاهل المواطنين، لكن بعد مرور شهر ونصف الشهر على تشكيل حكومة مهمّتها قبل كل شيء كبح الانهيار الاقتصادي، ما زلنا نرى مبدأ النأي بالنفس عن الوضع اللبناني ومعاناة شعبه ومشاكله.

فصاحب مبدأ النأي بالنفس عن الحرب السورية عام 2011، يعتمد المبدأ نفسه لبنانياً، فلا الجلسات الحكومية صدر عنها ما يُثلِج قلب اللبنانيين، ويمنحهم الأمل بإمكانية البدء بالإصلاحات لتدور عجلة الاقتصاد من جديد، ولا الوزارات أقدمت على خطوة لحل أي أزمة، بدءاً من النقل العام في ظل ارتفاع البنزين، أو تأمين الكهرباء تزامناً مع غلاء فاتورة «الاشتراك»، أو زيادة الرواتب والأجور مع تضخّم الأسعار وزيادة تكلفة الغذاء بنسبة 700% عن العام الماضي.

رئيس الحكومة الذي بكى بعد التأليف، حُزناً على حال اللبنانيين في ظل الانهيار الاقتصادي، يُبكيه المواطن اليوم الذي يحتاج إلى أكثر من مليون ليرة لتعبئة سيّارته للتنقّل والذهاب إلى عمل راتبه فيه لا يُغطّي هذه الفاتورة، وتنهمر دموعه غزارة وهو يسمع خبراً مفاده أنّ رئيس الوزراء يبحث خفض سعر صفيحة البنزين خمسة آلاف ليرة، بعدما تجاوز سعرها الـ300 ألف ليرة، وأنّه يتحضّر مع وزيرَي البيئة والخارجية للمشاركة في قمة غلاسكو حول التغيير المناخي استكمالاً لمهامه الحكومية، متناسياً أنّ شعبه بدأ بقطع الأشجار وكل ما تيسّر أمامه لتدفئة أطفاله بسبب غلاء المازوت، أو لتحضير الطعام لهم بعدما «حلّق» سعر قارورة الغاز إلى ما فوق الـ200 الف ليرة.