فلسطينيات >داخل فلسطين
بشور: بين "وعد بلفور" و"سايكس بيكو" : تكامل بين الكيان الغاصب وتجزئة الأمة
بشور: بين "وعد بلفور" و"سايكس بيكو" : تكامل بين الكيان الغاصب وتجزئة الأمة ‎الثلاثاء 2 11 2021 13:19
بشور: بين "وعد بلفور" و"سايكس بيكو" : تكامل بين الكيان الغاصب وتجزئة الأمة

جنوبيات

في ذكرى "وعد بلفور" المشؤوم صدر عن المنسق العام للحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة الاستاذ معن بشور التصريح التالي:

لم يكن "وعد بلفور" البريطاني فريداً في تاريخ فلسطين المعاصر فقد سبقه" "وعد نابوليون" حين غزا مصر في أواخر القرن الثامن عشر، ووعد " بالمرستون" رئيس وزراء بريطانيا في أربعينيات القرن التاسع بعد الخطر على المصالح الغربية الذي أحدثه نجاح محمد علي وابنه  إبراهيم باشا في الوصول الى هضبة الاناضول شمالاً، وجزيرة العرب جنوباً،  فتحدث بالمرستون عن ضرورة قيام حاجز بين مصر وبلاد الشام، وجاء مع "وعد بلفور"و  وعد "سايكس – بيكو" لتجزئة الأمة العربية  خدمة للمشروع الصهيوني، كما جاءت بعده خيانات حكام عرب في حرب 1948. واحلاف ومشاريع استعمارية تحمل كلها شيئاً من "وعد بلفور" وتسعى لتحقيقه، وصولاً الى ما نراه اليوم من "وعود"  الحروب والفتن في البلاد العربية يطلقها النظام الرسمي العربي، لا سيّما بعض المهيمنين  عليه، واتفاقات تطبيع وتحالف يعقده البعض مع الكيان  الغاصب، وكلها تسعى لتحويل الوعد البريطاني الى حقيقة عربية شاملة تلغي كل مقاومة لها، وتدمّر أي قطر يقف في وجهها.

لذلك ما زلنا نعيش عصر "بلفور" المتجدّد في ما نشهده من حروب على مصر والعراق ولبنان وسورية والجزائر واليمن وليبيا والسودان وداخلها، وفيما نراه من تحالفات تُعقد مع العدو بإسم التطبيع وتسعى لإبقاء الوطن العربي كله في حال من عدم الاستقرار  .
لكن الجديد في الأعوام الأخيرة أن مقاومة "وعد بلفور" والوعود المماثلة المتجدّدة قد باتت اكثر صلابة وفعالية وقدرة عن ما سبقها من مقاومات فلسطينية وعربية لم تتوقف اصلاً منذ "وعد بلفور" ، وبات الكيان الذي وعد به وزير خارجية بريطانيا أكثر هشاشة وأقرب الى الاندثار حسب كبار المحلّلين الصهاينة والأميركيين أنفسهم.

بين "وعد بلفور" و"سايكس بيكو" تناغم ليس في الزمن وحده (زمن الحرب العالمية الأولى) بل أيضاً في الهدف الذي هو تمزيق الأمة وتمكين اعدائها من السيطرة الدائمة عليها، لذلك فاذا كان الرد على "وعد بلفور" بالمقاومة الممتدة من فلسطين الى دول الطوق والجوار والعمق، فان الرد على" سايكس – بيكو" يكون بالوحدة، وحدة داخل الأقطار وبينها.

فالمقاومة تنتصر بالوحدة ... والوحدة تتحصّن بالمقاومة... والمقاومة لا تكون قادرة على تحقيق أهدافها إلاّ بالوحدة، والوحدة لا يمكن تحقيقها إلاّ بالمقاومة، بكل أشكالها، وبوجه أعداء الأمة.

المصدر : جنوبيات