لأجل أن نعيشَ واقعًا أجمل، علينا أن نُدرك بأنّ كُلّ ما كانَ في الماضي هو مُجرّد درس وليسَ خيبات أمل  نحملها على عاتق حاضرنا ونسترسل في تذكّرها وكأنّها "فرض واجب". فما عليك إلّا أن توجّه رسالة إلى قلبك ليطمئنّ بذكر الله وينسى الأيّام العجاف.

فوالله لن تجد أجمل من اختيارات الله لحياتك، فكلّها تصبّ في صالحك وأنت لا تعلم، وكلّ الخير في تدبير الله لك. فقط قل بقلبٍ راضٍ رضيت يا الله فأنت أعلم بحالي وعليك اتّكالي. 

عليك ألّا تُبالغ في عزلتك، كما يجب ألّا تُرهق نفسك بالمخالطة الزائدة. لذا، اخترْ معارفَك بدقّة مُتناهية، فلا يهمّ كم تعرفُ مِن الأشخاص، المهمّ كم منهم يستحقّ أن تعرفَه.

ففي المبدأ نحنُ نعيشُ بما نأخذُه مِن الحياة، لكنّنا في الواقع نصنعُ حياةً في ما نُعطيه.
ونخلص في القول السليم إلى أنّ التسليم لله يأخذك إلى عالم الرضى والراحة وهناء البال. 
فلعلّ هذا التسليم يمتّصُ كُلّ ضيق من الأرواح المنهَكة.

جعل الله أيّامكم سعادةً وفرحًا وأمانًا واطمئنانًا وصحّةً وعافيةً واستقرارًا وراحة بال.