رأى رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل أننا نمرّ بظرف صعب في تاريخ لبنان من دون رئيس للجمهورية لأكثر من سنة ونصف، داعياً إلى ضرورة العودة إلى الانتخابات ولتداول السلطة ولبناء لبنان على أسس متينة من دون خوف على المستقبل، معتبرا أن الطبقة السياسية في لبنان ليست على قدر المسؤولية

الجميل، قال في مؤتمر صحافي: “أي مشهد ايجابي يعطي أملا للبنان، واليوم نشهد مصالحة بين فريقين سياسيين تصارعا على مدى فترة طويلة وهذا الصراع كان له تأثير سلبي على حياة ومصير جزء كبير من اللبنانيين، لذلك، فإن المصالحة بين القوات والتيار مهمة لمستقبل لبنان ونحن كنا تحدثنا مع العماد عون والدكتور جعجع عن هذه المصالحة في السابق.

وأضاف: “نعتبر أن هذه المصالحة فرصة مهمة جدا وحرصا عليها يجب أن تكون مبنية على اسس ثابتة لمنعها من التفكك مجددا، لهذا السبب ندعو الأفرقاء لاستكمال هذه الخطوة بتنقية الذكرة ومصالحة كل الناس الذين تأذوا نتيجة الخلاف بين الفريقين، إضافة إلى وضع رؤية وثوابت مشتركة التي من خلالها يمكن الذهاب إلى المستقبل. وإذا اتفقنا على هذه الأمور نحن نبني حقيقة على صخر”.

الجميل الذي اعتبر أن المصالحة شيء والاتفاق السياسي شيء آخر، قال: “الهدف من المصالحة طوي خلاف الماضي والنظر بايجابية للمستقبل أما الاتفاق السياسي فيجب ان يكون مبنيا على رؤية مشتركة وهذا الاتفاق هو المطلوب عندما نريد ان ننتقل من المصالحة إلى مرحلة دعم مرشح لرئاسة الجمهورية”.

وأكد الجميل أن الاتفاق السياسي يتطلب أربع ثوابت أساسية: الحفاظ على سيادة لبنان، تحييد لبنان، تطوير النظام السياسي، العودة إلى المؤسسات والالتزام بالدستور. وقال: “أي تحالف سياسي يجب أن يكون مبنيا على هذه الأسس، أو نكون نبني على مصالح آنية”.

وأضاف: “إذا كان هناك نية بالانتقال من النقاط العامة إلى تحالف استراتيجي من أجل لبنان فنحن مستعدون لأن نكون جزءا من هذا العمل المشترك، وإذا توفرت النية لاتفاق سياسي بالمضمون ويكون خارطة طريق لبناء لبنان أفضل فنحن مستعدون”.

وتابع الجميل: “دُعينا إلى التصويت للجنرال عون لذلك نقول نحن لا ننظر إلى الشخص بل إلى مشروعه، ولن ننتخب مرشحاً يحمل مشروع 8 آذار إن كان هذا المرشح أصيلا أو صُنع في تايوان، فإما أن يكون مرشحا لبنانيا يحمل مشروعاً لبنانياً وإذا كان غير ذلك لن ننتخبه، وكل مرشح حر لأن يتخلى عن مشروع 8 آذار ويلتقي معنا في نصف الطريق على مشروع قريب من ثوابتنا”.

الجميل توجه سأل عون عن موقفه من سياسة لبنان الخارجية، بالأخص في الموضوع السوري؟.

وكشف عن عبارة وردت في إعلان النوايا وحذفت في المؤتمر الأخير في معراب، ووهي تتعلق بسيادة لبنان وتقول… “على أن تؤخذ في الاعتبار إمكانات الدولة والمعادلات الاقليمية”…وهذا يعني أننا نعترف أننا بحاجة لسلاح “حزب الله”، ويعني أيضاً أننا نشرع السلاح غير الشرعي، ونربط سيادة لبنان بالاعتبارات الدولية والاقليمية، وهذا كلام فيه تشكيك بالجيش اللبناني، وتقييد لسيادة لبنان، وبالتالي نسأل: هل تم حذف هذه الجملة من الاتفاق أم حذفت لأسباب معينة، أم لا زالت قائمة والعماد عون ملتزم فيها؟.

الجميل تمنى أن يعود الجميع إلى صوابه وعدم رهن اللبنانيين لهذا المحور وذاك، وتعطيل المؤسسات، لذلك، المطلوب شخص يحمل مشروعا لبنانيا ويقول “لبنان أولا وأخيرا”. وأضاف: “سنكون في 8 شباط وسنقبل بنتيجة الانتخابات عجبنا ذلك أم لا، وسنهنئ الفائز عجبنا ذلك أم لم يعجبنا، لأن مصلحة الشعب اللبناني فوق كل اعتبار”.

واستشهد الجميل بعبارة للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير تقول “بؤس هذه الأيام”. وختم قائلا: “احتراما للشعب اللبناني وللديمقراطية في لبنان نراكم في 8 شباط”.