عربيات ودوليات >أخبار دولية
بعد عام على انتخابه الرئيس بايدن وحزبه في كارثة!
الأحد 7 11 2021 22:03جنوبيات
لم يحظَ الرئيس الأميركي جو #بايدن بالوقت الكافي للاستمتاع بفوزه الرئاسيّ. ليس المقصود بذلك ممارسة الحكم بعيداً من المشاكل. فوسط تداعيات كوفيد-19 وازدياد الشرخ الداخلي بين المحافظين والليبيراليين، خاض بايدن حملته الانتخابية وهو على علم كامل بحجم المهام الملقاة على عاتقه. لكن بالحدّ الأدنى، أمل بايدن أن يوسّع حوله الزخم الشعبيّ وأن يستفيد من هيمنة حزبه على مجلسي الكونغرس للدفع قدماً بأجندته. وهذا ما لم يحدث.
تلخّص "إيكونوميست" وضع بايدن الحاليّ، بعد عام على انتخابه، بـ"الكارثيّ". تبيّن ذلك مؤخراً بعد خسارة #الديموقراطيين أعلى ثلاثة مناصب في ولاية فرجينيا التي كسبها بفارق 10% من الأصوات السنة الماضية. وتوقعت المجلة أن يخسر حزبه الغالبيتين في الكونغرس السنة المقبلة.
والديموقراطيون في حالة تناحر داخل الكونغرس. أقروا في وقت سابق حزمة تحفيزية كبيرة، لكنهم عجزوا عن إقرار حزمة إنفاق على البنية التحتية بقيمة تريليون دولار ومشروع قانون للإنفاق الاجتماعي بقيمة 1.7 تريليون دولار على مدى عشر سنوات. سنُّ هذه القوانين سينعكس إيجاباً على قطاعات وبيئات اجتماعية مختلفة في البلاد، عبر الائتمان الضريبي للأطفال وتمويل مرحلة ما قبل الدراسة وتخفيض كلفة الأدوية الموصوفة وغيرها.
من المرجح أن يتم تمويل هذا الإنفاق عبر تعديلات ضريبية مؤلمة لكن الناخبين قد لا يأبهون لذلك. يمكن أن ترتفع معنوياتهم السنة المقبلة، إذ انخفضت الإصابات بـ"كورونا" إلى النصف في أيلول. وإذا انخفضت البطالة أكثر وتحلحلت عراقيل سلاسل التوريد وانحسر التضخم فستصبح الحياة أسهل بالنسبة إلى الذين يواجهون صعوبات اليوم. لكن بالنسبة إلى بايدن، تنتهي الأخبار الجيدة هنا.
تظهر الأمثلة التاريخية أن حزب الرئيس يخسر في الانتخابات النصفية. لا يستطيع الديموقراطيون سوى خسارة أربع نواب فقط، لهذا إن غالبيتهم محكومة بالانهيار على الأرجح. بالتالي، ستتحول المرحلة التشريعية في ولايته إلى مرحلة تنظيمية. وبوجود غالبية محافظة في المحكمة العليا سيجد صعوبة في إعادة صياغة البلاد وفقاً لتصوره. ومستقبل الديموقراطيين أكثر قتامة بحسب المجلة.
فهم لا يحظون بشعبية بين الناخبين البيض من غير حملة الشهادات الجامعية وهذا يكلف الحزب الديموقراطي أصواتاً كثيرة خارج المدن والضواحي. للفوز بالمجمع الانتخابي والكونغرس، يحتاج الحزب إلى الأصوات أكثر من أي وقت مضى. إنّ تأمين هذا الفوز ومعالجة المشاكل الجذرية في البلاد يتطلبان مهارات خارقة لا يملكها بايدن على الرغم من طيبته.
ثمة سبب لكون وصوله إلى البيت الأبيض استغرق أكثر من 30 عاماً من التجربة. لم يختره الديموقراطيون في الانتخابات التمهيدية بسبب إثارته الإلهام بل كإجراء دفاعي لصد بطل التقدميين بيرني ساندرز.
لقد خاض بايدن حملته بناء على كفاءته ووسطيته وخبرته في السياسة الخارجية ورفضه ال#ترامبية المثيرة للتوترات. لكن الانسحاب من أفغانستان كان كارثياً بينما حكمَ وفقاً للأفكار اليسارية ألّا يكون للناخبين أدنى فكرة عن مشاريعه الإنفاقية هو خطؤه بشكل جزئي. لكن المشكلة ليست في بايدن وحده.
يفترض اليسار في حزبه والناشطون الحائزون على شهادات جامعية أنّ الناخبين يحملون قناعاتهم نفسها بخصوص العرق ودور الحكومة. لكن 36% من الأميركيين فقط أكملوا سنواتهم الجامعية الأربع. هذه قاعدة شعبية ضئيلة جداً خصوصاً أن #الجمهوريين يحققون خروقات بين الناخبين غير البيض.
ويمكن تصوير اليسار الجديد بشكل كاريكاتوري بطريقة أسهل حيث ينبثق عنه من يتحدثون عن "الفرد الواهب للحياة" عوضاً عن "الأم" ومن يريدون تسليط مكتب التحقيقات الفيديرالي على الأهل الذين ينتقدون الأساتذة. هؤلاء الناشطون المثيرون للجلبة يصعّبون على الحزب الفوز في المناطق الأكثر اعتدالاً.
الناشطون في مجال الهجرة يتظاهرون أمام مقر نائبة الرئيس ويتذمرون لأن بايدن لم يغيّر سياسات الحدود الترامبية. بالمقابل، إن الناخبين الديموقراطيين في مينيابوليس، حيث قتل جورج فلويد، صوتوا ضد استبدال قسم الشرطة بقسم السلامة العامة. وترى المجلة أنه إذا أراد بايدن مواجهة رسالة الجمهوريين بأنه يحقق أمنيات اليسار المتطرف فسيتوجب عليه أن يكون أقسى بكثير مع الهوامش في حزبه.
قد يعني ذلك القيام بأشياء يكرهها اليسار. يمكن أن يوظف المزيد من عناصر الشرطة في المدن التي ازدادت فيها وتيرة القتل ويطلق حملة إعادة تمويل الشرطة بدلاً وقف تمويلها كما طالب اليسار. وقد يتعين عليه مثلاً مواجهة مجلس إدارة في إحدى مدارس سان فرنسيسكو والذي يظن أن أبراهام لينكولن هو رمز للتسيد الأبيض.
ونصحت المجلّة بايدن وحزبه بالتفكير ملياً في ما يمكن أن يفعلاه للحد من سنوات أربع أخرى برئاسة ترامب. "لأنّ هذا ما يمكن أن تؤدي إليه فعلاً رئاسة فاشلة لبايدن".