عربيات ودوليات >أخبار دولية
هكذا تتعامل سلطات الفلبين مع تجار المخدرات..
السبت 27 08 2016 12:04في تجربة غير مسبوقة، تمر الفلبين بحرب حقيقية ضد المخدرات وبائعيها، أعلنها رئيس البلاد رودريغو دوتيرتي وأسفرت عن مقتل حوالي ألفي شخص حتى الآن.
الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، الذي انتخب في مايو/أيار من العام الجاري، وعد بالقضاء على جريمة الاتجار بالمخدرات بصورة غير شرعية خلال 6 أشهر. ومنذ ذلك الوقت، قتلت الشرطة حوالي 750 شخصا، اتهموا بأنهم على صلة بالمخدرات.
ويوم تنصيبه، في 30 يونيو/حزيران، وجه دوتيرتي للفلبينيين دعوة سافرة إلى القتل، قائلا: "إذا كنتم تعرفون أي مدمن مخدرات، اذهبوا واقتلوه".
وفي إشارة إلى فاعلية سياسة السلطات في مجال مكافحة المخدرات، أعلن قائد شرطة الفلبين، رونالد ديلا روزا، أمام أعضاء مجلس الشيوخ المحلي في 23 أغسطس/آب، بعد استدعائه هناك لتبيين الأرقام غير المسبوقة لحالات قتل الأشخاص في البلاد، أن حوالي 700 ألف من مستهلكي المخدرات وبائعيها استسلموا للشرطة، معلنا عن التحسينات الملموسة في الحالة العامة للقضية.
من جهة أخرى، اعترف قائد الشرطة بأن عدد حالات القتل شهد ارتفاعا كبيرا في البلاد، منذ إطلاق الحملة، كاشفا عن أن 1946 شخصا قتلوا في الحرب على الجريمة، بينهم 756 شخصا على يد شرطيين في حالات الدفاع عن النفس.
وأشار ديلا روزا إلى أن 1190 حالة قتل أخرى تجري عمليات تحقيق فيها، في وقت تعتبر فيه وسائل الإعلام أن معظم حالات إزهاق الأرواح نفذت بيد المنتقمين من المدنيين العاديين.
استمرارا للنهج الجديد، الذي تتبعه السلطات الفيليبينية من أجل القضاء على قضية المخدرات في البلاد، دعا رونالد ديلا روزا جميع مدمني المخدرات إلى قتل المتاجرين بها وإحراق بيوتهم.
وقال المسؤول، في خطاب ألقاه الخميس، 25 أغسطس/آب، أمام مئات من مدمني المخدرات سلموا أنفسهم في وسط البلاد، وبثه التلفزيون الفلبيني صباح الجمعة، 26 أغسطس/آب: "لماذا لا تقومون بزيارات لهم وتصبون الوقود في بيوتهم وتضرمون النار فيها للتعبير عن غضبكم؟".
وأضاف رونالد ديلا روزا: "إنهم يستغلون أموالكم، الأموال التي تدمر الدماغ، أنتم تعرفون من هم، هل تريدون قتلهم؟ قوموا بذلك، يمكنكم قتل بائعيكم لأنكم ضحايا".
لكن الانتقادات الحادة في وسائل الإعلام، الموجهة لتصريحات روزا، دفعته الاعتذار، الجمعة، حيث قال قائد الشرطة الفلبينية للصحفيين: "قلت ذلك أمس لأنني شعرت باستياء أمام هؤلاء المساكين، هؤلاء التجار والمستهلكين الصغار".
وأضاف ديلا روزا: "اعتذر إذا كنت قد قلت شيئا مزعجا فإني مجرد إنسان يمكن أن يغضب".
وتواجه الحملة القاسية والحاسمة ضد المخدرات في الفلبين انتقادات شديدة من قبل المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية.
ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الولايات المتحدة، التي تعد حليفا وثيقا بالنسبة إلى الفلبين، وكذلك الاتحاد الأوروبي إلى أن يوضحا لسلطات البلاد أن "إطلاق مثل هذا العنف أمر غير مقبول، وسيكبّد (البلاد) خسائر دبلوماسية وسياسية كبيرة".
بدورها، أعربت واشنطن عن "قلقها العميق" من التقارير حول قتل الأشخاص في الفلبين، فيما دعت الخارجية الأمريكية حكومة دوتيرتي إلى احترام مبادئ حقوق الإنسان.
كما أدانت الأمم المتحدة، على لسان مقررتها الخاصة، إنييس كالامار، ما سمته بـ"التحريض على العنف والقتل" من قبل السلطات الفلبينية.
لكن الرئيس الفلبيني، الذي خصص أباطرة المخدرات جائزة مقدارها مليون دولار لمن يقتله، لا ينوي، على ما يبدو، تغيير سياسته، حيث هدد بالانسحاب من الأمم المتحدة، واصفا إيها بمنظمة "عديمة النفع".
وأشار دوتيرتي إلى أن بلاده تستطيع توجيه دعوة للصين والدول الإفريقية والبلدان الأخرى للمساعدة في تعزيز القدرات الاقتصادية للفلبين وتشكيل هيكلا دوليا مناهضا للدول الغربية.
أما الانتقادات الأممية، فقال الرئيس الفلبيني ردا عليها: " اللعنة عليهم (الأمم المتحدة)... هم دائما يتدخلون في شؤون الآخرين، ليس من الممكن أن تذهب وتدلي بتصريح ...حول دولة ما".