عام >عام
إرتفاع الأسعار يعيد الطابونة والموقدة إلى الانتشار في الجنوب
السبت 27 11 2021 10:15عادت الطابونة والموقدة إلى الانتشار مجدداً في بلدات النبطية، بعد أن كانت قد اندثرت مع التطور وحلّ مكانها الفرن والغاز المنزلي، بسبب ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصاديّة وانهيار العملة الوطنية أمام سعر صرف الدولار.
والطابونة تستخدم للخبز الشبيه بالمرقوق، حيث لها فتحتان: في أسفلها لادخال المواد اليها، وفي اعلاها لخروج لهيب النار، وهي تصنع بسهولة من التربة البيضاء والتبن، وفي وسطها يتم اعداد المشاطيح واللحم بعجين والزلابية وغيرها. أما الموقدة، فتستخدم لقلي البطاطا والسمك وطهو الطعام، وجميعها تؤتي بالاكل الصحّي، لأنها تعتمد على الحطب بعيداً عن الغاز والمازوت.
في هذا السياق، يشير عضو بلدية يحمر ونائب رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في البلدة ناصر عليق، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "الطابونة عادت لتنتشر في بلدتنا بسبب الغلاء الفاحش"، ويلفت إلى أن "النسوة والرجال يستخدمونها لإعداد اللحم بعجين والمناقيش والمشاطيح والزلابية"، ويوضح أن "الأهل كانوا الأساس في اعتمادها رفيقة للزراعة والمزارعين، الذين كانوا يتوجهون للعمل في الأرض مزوّدين بمونة انتاجهم من خيرات أرضهم، من الخبز المرقوق واللبنة والزيت والزعتر والبطاطا والبيض".
ويشير عليق أن "الطابونة لصيقة للبيئة وهي تراثيّة وتاريخيّة أيضاً، حيث تصنع على صاج وترفع على أحجار باطون وقواعد من الحديد، بينما شكلها كالفرن وتشبه القبو"، ويضيف: "صناعتها من قشّ الصنوبر ممزوجاً مع التبن والتراب الأبيض، وهو متوفر بكثرة في بلدتنا في منطقة المحافر".
من جانبها، تلفت منى محمد إلى أن "الصاج لخبز المرقوق للبيوت، وهو وسيلة لكسب مصدر العيش لبعض النسوة، بينما الموقدة لقلي البطاطا والسمك وطهي الاكل"، وتضيف: "هذه الظواهر عادت لتنتشر في قريتنا بسبب الغلاء، فنصف كيلو عجين للحم بعجين في الأفران بـ50 الفاً، بعد أن كان بـ5 الاف ليرة".
وتعتبر أن "العودة للطابونة والصاج والموقدة عودة إلى الموروثات من الأجداد، وتوفير للمصاريف عن كاهل المواطن"، وترى أنه "يجب أن نتمسك بالتقاليد، حفاظاً على القديم الذي يبقى أفضل من الحديث اقتصادياً".
بينما، تشير جمانة حسين قاسم إلى أننا "عدنا إلى الصاج لاعداد خبز المرقوق والمناقيش، بسبب الأسعار العالية التي انهكتنا"، وتوضح أنه "في الموقدة توفير والطبخ عليها الذّ وصحي"، وتضيف: "أغلبية الناس هنا عادت الى استعمالها مع ارتفاع الأسعار، حيث نكاد نعود إلى العصور الوسطى في حياتنا، نلملم الحطب من أشجار الزيتون التي قلّمناها في موسم القطاف لاستخدامها للصاج والموقدة والطابونة".
وتختم قاسم بسؤال "لماذا لا يشعر المعنيون بأوجاع الموطنين، فهل قدرنا أن نواجه مصيرنا المحتوم وحدنا، من دون تدخل أو اقلّه ردع هذه الكوارث الاقتصاديّة التي نمر بها يومياً".
تبقى الاشارة الى أنّ المسؤولين في لبنان، نفّذوا بحرفيّة عالية قلّ نظيرها ما كانت اسرائيل تهدّد به لبنان بإعادته الى القرون الوسطى او العصر الحجري، ليستحقّوا شهادة ليست بفخريّة إنّما عن جدارة وبامتياز بالعمالة والخيانة للوطن بإعدام الناس على البطيء، بسبب خلافاتهم ولصوصيّتهم بالضمير الغائب عن رؤوسهم.