بأقلامهم >بأقلامهم
لبنان ما زال منارة!
لبنان ما زال منارة! ‎الأربعاء 8 12 2021 16:24 معن بشور
لبنان ما زال منارة!

جنوبيات

كما كان للأردن والمغرب واليمن والبحرين والسودان، وللجزائر وتونس وموريتانيا، ولسورية بالطبع وللعراق وغيرهم من أقطار الأمّة وقفاتهم ضد التطبيع مع العدو الصهيوني، شارك لبنان المقاوم أيضاً عبر مؤتمرات مناهضة التطبيع بدوره في الحركة الشعبية العربية الواسعة التي أكّدت ما قلناه دوماً، أنه إذا أراد العدو وحلفاؤه أن يخترق نسيج الأمّة عبر التطبيع، فأن الأمة كلها بدت حصناً منيعاً على مستوى الشعوب بوجه التطبيع والاحتلال.

بين هذه المؤتمرات، كان "المؤتمر الإسلامي الإعلامي لمناهضة التطبيع"، الذي انعقد على بعد أمتار من روضة الشهيدين في الغبيري، وفي ذكرى انتفاضة الحجارة في فلسطين، التي تذكّرنا بتصاعد النضال في فلسطين من الحجارة إلى السكين، إلى الدهس، إلى القنابل، إلى البنادق وصولاً إلى الصواريخ التي دكت قلب الكيان الصهيوني الغاصب، وباتت تشكّل المشهد الأخطر على هذا الكيان.

في هذا المؤتمر الذي دعا إليه "مركز الأبحاث والدراسات التربوية" في لبنان ورئيسه النائب السابق الدكتور عبد الله قصير، و"اتحاد المعلمين العرب" وأمينه العام عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأستاذ هشام مكحل، برعاية رسمية من وزير الثقافة القاضي الاستاذ محمد وسام مرتضى، ومشاركة باحثين من العديد من الأقطار العربية والإسلامية.

يكتسب هذا المؤتمر أهميته ليس في مكان انعقاده، ولا زمانه فحسب، بل بتسليط الاضواء على بعد خطير للتطبيع مع العدو الصهيوني، وهو "البعد التربوي" حيث يسعى العدو عبر اتفاقات مع الحكومات المطبعة إلى تشويه مناهج التعليم في دولنا العربية بحيث يخرج منها كل ما يرتبط بفلسطين ومقدساتها، والمقاومة ومعانيها، مستهدفاً مصادرة مستقبل الأمّة عبر أجيالها، كما يسعى إلى مصادرة حاضرها بواسطة المتخاذلين من حكامنا.

 ان هذا المؤتمر يشكّل علامة مضيئة في حركة الأمّة في مواجهة التطبيع، كما يؤكّد أن لبنان المقاوم رغم كل ما يواجهه من حصار وحروب إفقار وتجويع، ما زال مصراً على اداء دوره  وحمل رسالته في مقاومة المشروع الصهيوني الذي لا يستهدف اغتصاب فلسطسين فحسب، بل يسعى إلى تمزيق الأمّة كلها لكي يبقى كيانه المدعوم استعمارياً هو الدولة الأقوى في هذه المنطقة من العالم.

"المؤتمر التربوي لمناهضة التطبيع" مقدمة لمؤتمرات عدة، ثقافية واقتصادية واجتماعية واستراتيجية، لا بد من عقدها لدعم الاستراتيجية العربية الشاملة لمواجهة التطبيع حسب ما رأى المؤتمر العربي العام  "متحدون ضد التطبيع" في دورته التي انعقدت قبل أشهر وضمّت المئات من  اعضاء المؤتمرات الثلاث والاتحادات وحركات المقاومة والمنتديات الثقافية.

المصدر : جنوبيات