ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
هرب ولم يعد!
جنوبيات
يُروى من "حكايا العوامّ" أنّ رجلًا يُدعى "الشيخ سالم" يعمل في تلقين الموتى عند دفنهم، أراد أن يزوّج ابنه البكر "عطوان".
واعتاد سالم تلقين الميت، فقال لابنه: اعلم يا بنيّ أنّك الآن في أوّل ساعة من ساعات الزواج وآخر ساعة من ساعات العزوبيّة.
واعلم يا بنيّ أنّك الآن انتقلت من عالم الحرّيّة إلى عالم القيود الأسريّة.
يا بنيّ، لا تخف ولا تقلق عند سؤال زوجتك: عن راتبك، وعن أرقام التلفونات، وعن مشاويرك وطلباتك، وعن تأخيرك.
أسأل الله لك التثبيت عند السؤال، واعلم يا بنيّ أنّ أهون عالم هو عالم الزواج وبعده عوالم كثيرة.
ثمّ اعلم يا بنيّ كما علم الذين من قبلك أنّ: المكياج حقّ، والصرف حقّ، والولائم حقّ، والتسوّق حقّ، و"السّقّ والنّقّ" حقّ، والتكسير حقّ، ووجع الرأس حقّ، والضغط والسكّريّ حقّ، والإفلاس حقّ.
واعلم يا بنيّ أنّ ما سيصيبك قد أصابنا من قبل وأنّنا نحن السابقون وأنتم اللاحقون. فكن خير خلف لخير سلف.
دعواتي لك يا بنيّ بحسن الخاتمة.
فما إن سمع الولد "عطوان" هذا الكلام حتّى هرب ولم يعد إلى الآن...