عام >عام
وفاة والدة وابنتها وعدّة حالات حرجة إثر غرق زورق في بحر صيدا
مواقف تطالب بتحقيق المزيد من إجراءات السلامة العامة
وفاة والدة وابنتها وعدّة حالات حرجة إثر غرق زورق في بحر صيدا ‎الخميس 15 09 2016 09:43
وفاة والدة وابنتها وعدّة حالات حرجة إثر غرق زورق في بحر صيدا
خلال إنقاذ الركّاب في صيدا

صيدا - ثريا حسن زعيتر

ما إنْ أغمضت المواطنة راغدة وليد الميس (من مواليد 1980)، عينيها مفارقة الحياة، في «مركز لبيب الطبي» - صيدا، إثر إصابتها في حادثة غرق مركب سياحي مقابل شاطئ عاصمة الجنوب، حتى أبت ابنتها هدى عبد الرزاق ياسين (14 عاماً) إلا أنْ تُسلم الروح وتتبع والدتها كضحية ثانية للإهمال والطمع، ليُختتم عيد الأضحى المبارك الصيداوي بفاجعة إنسانية إثر غرق زورق يُستخدم للتنزّه البحري والتنقّل ما بين رصيف المدينة (ميناء الصيادين) وصخرة صيدا «الزيرة»، التي تبعد عن الشاطئ حوالى الـ 800 متر.
وقد انقلب الزورق قبالة القلعة البحرية لدى عودته من «الزيرة»، وكان على متنه أكثر من 35 راكباً بينهم أطفال ونساء، فيما من المفترض أنْ يكون على الزورق 20 راكباً فقط، لكن الطمع بالربح السريع يُعمي العيون عند بعض أصحاب المراكب، وهذا ما حصل في صيدا، ولحسن حظ الركاب أنّ «الزيرة» قريبة جداً من الميناء، فأين الرقابة على المراكب؟، أليس المفروض أنْ يكون في كل زورق سترة نجاة لكل راكب، ودولاب بحر للمساعدة في حال غرق الزورق مثل ما حصل؟.
وعلى الفور هرعت إلى المكان زوارق صيد كانت في المكان، إضافة إلى زوارق مُعدّة للتنزّه البحري، ثم زوارق إنقاذ تابعة للجيش اللبناني والصليب الأحمر والدفاع المدني وعمل هؤلاء على إنقاذ الركّاب سريعاً.
المُصابون
ونُقِلَ المُصابون إلى «مستشفى صيدا الحكومي» و»مركز لبيب الطبي»، وهم: راغدة وليد الميس، الطفلة هدى عبد الرزاق ياسين وشقيقتها التوأم هديل عبد الرزاق ياسين، خليل أحمد دخيل، العاملة الأثيوبية جاكلين بوليفا، محمد عبد العزيز علي، عبد القادر محمد أبو خشبة، خالد أحمد دخيل، يوسف أحمد دخيل، محمد أحمد دخيل، ابراهيم احمد دخيل، عدنان وحيد أيوبي، اسراء عبد الرزاق ياسين، محمد عبد الرزاق ياسين، زينب محمد الحبال ورائد حسن شومان، بينما أوقف النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان صاحب المركب (محمد. ر) بعدما تبيّن أن عدد الركاب الذين كانوا على متنه أكثر من العدد المسموح بها قانونياً.
مسح... واستنفار
هذا الحادث الذي يُعتبر الأول من نوعه دفع القوى والفاعليات في المدينة إلى الاستنفار العام بعد اللغط الذي حصل بعدد الركاب من جهة وبين وجود أو عدم وجود وفيات، حيث تابع رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ميدانياً مأساة غرق المركب، واطلع على تفاصيل ما جرى من مسؤولي الدفاع المدني ونقيب الغطاسين المحترفين محمد السارجي والقوى الأمنية، مثنياً على جهود رجال الإنقاذ والمسعفين والمواطنين وأصحاب المراكب الذين هبوا من أجل إنقاذ الركاب في القارب المنكوب.
وقال السعودي: «إنّ ما جرى يستدعي تحقيق المزيد من إجراءات السلامة العامة في قوارب النزهة التي تقل المواطنين في رحلات بحرية، وهذا ما سيتم العمل من أجل متابعته في الأيام القادمة».
وقد أوفد السعودي عضو المجلس البلدي محمد القبرصلي إلى مركز لبيب الطبي من أجل مواساة عائلة الضحية الميس وابنتها، بعد الإعلان عن وفاتهما، حيث كانتا قد نُقِلَتا إلى المركز للعلاج إثر غرقهما في مركب النزهة.
وقدّم القبرصلي التعازي للعائلة ولزوج ووالد الفقيدتين عبد الرزاق ياسين، سائلا الله عز وجل الشفاء لإبنته التوأم التي لا تزال قيد العلاج في المستشفى.
كما تابع الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري قضية حادثة غرق الزورق السياحي قبالة ميناء صيدا، فأجرى الرئيس السنيورة اتصالاً بوزير الصحة وائل أبو فاعور من أجل المبادرة سريعاً لمعالجة المصابين على نفقة الوزارة، فيما بقيت النائب الحريري على تواصل على مدار الساعة مع رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ومع القوى الأمنية تتابع ملابسات الحادثة وأوضاع المصابين والإجراءات المتخذة لمعرفة الأسباب وتحديد المسؤوليات ليبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة لما يجب اتخاذه من تدابير لتأمين شروط السلامة العامة في حركة المراكب السياحية لتلافي تكرار ما حصل.
من جهته، قال رئيس اتحاد نقابات العمّال والمستخدمين في صيدا والجنوب عبد اللطيف الترياقي: «الحادث الذي حصل بانقلاب زورق سياحي أثناء نقله ركاب من الزيرة إلى الشاطئ قد مرَّ بسلام لجهة الإصابات، لكن هذا الحادث يؤكد ضرورة تنظيم هذا القطاع وتطويره لا سيما لجهة ضرورة وجود وسائل الحماية البحرية وحماية للعاملين على الزوارق والركاب».
وبعدها منعت القوى الأمنية أصحاب المراكب من القيام بأي جولات سياحية بين ميناء المدينة و»الزيرة» في أعقاب الحادث بعدما بقي 3 من المصابين في وضع حرج في غرفة العناية الفائقة في «مركز لبيب الطبي» في صيدا، فيما أعاد الجيش وفرق الدفاع المدني مسح المنطقة التي غرق فيها المركب للتأكد من عدم وجود أي مفقودين أو جثث، وتعتزم بلدية صيدا إلزام أصحاب هذه المراكب باتخاذ تدابير الحماية من الغرق وعلى الأقل وجود سترة نجاة لكل راكب.
مركز لبيب
هذا، وقبيل وفاة الضحيتين ليلاً، كانت الإدارة الطبية في مركز لبيب الطبي قد أصدرت بيانا يتعلق بالحادث، جاء فيه: «نهار الثلاثاء الواقع في 13/09/2016 وعند الساعة السادسة مساء، وصل الى قسم الطوارئ 9 حالات غرق اثر انقلاب مركب قبالة قلعة صيدا البحرية. وعلى الفور تم تصنيفهم طبيا، حيث أُدخلت 5 حالات مستقرة الى القسم الطبابة الداخلية و4 حالات الى العناية الفائقة بعد توزيعهم على الشكل التالي:
- 3 حالات كانت في حالة توقف عمل القلب والرئتين قبل وصولهم الى المستشفى ورغم ذلك استطاع الفريق الطبي في الطوارئ إجراء إنعاش قلبي ورئوي فور وصولهم. وحالة هؤلاء المرضى حرجة جدا، إذ إن الدماغ قد أُصيب بتلف كبير نتيجة التوقّف في عمل القلب والتنفس لفترة طويلة معظمها قبل وصولهم الى المركز.
- الحالة الرابعة وصلت مع قصور تنفّسي حيث تم وضعها على جهاز التنفس الاصطناعي، وضعها دماغيا أفضل لكن حالتها كذلك خطرة. ويقوم فريق من الاطباء الاخصائيين بمتابعة حالتهم الطبية بدقة.
وذكر البيان أنّه تمّت تغطية الحالات مادياً من قِبل وزارة الصحة العامة بناءّ لتوجيهات وزير الصحة وائل أبو فاعور، فيما تقوم إدارة المستشفى بتأمين كل ما يلزم لهم على جميع الصعد وخاصة الطبية.