بأقلامهم >بأقلامهم
كورونا وداعا.. الا إذا! بقلم وفاء ناصر
كورونا وداعا.. الا إذا! بقلم وفاء ناصر ‎الخميس 6 01 2022 11:54 وفاء ناصر
كورونا وداعا.. الا إذا! بقلم وفاء ناصر
دكتور جهاد الحايك

جنوبيات

تشهد الاصابات بفيروس كورونا ارتفاعا كبيرا في كل أنحاء العالم لا سيما بمتحورها الضعيف أوميكرون، المعروف بسرعة انتشاره التي تفوق سرعة انتشار دلتا وبتدني نسبة خطره. ولكن ما الذي جعل العلماء يتوقعون نهاية كورونا؟ وما المقصود بها؟

يرى أخصائي الأمراض الجرثومية الدكتور جهاد الحايك ورئيس لجنة حصر الوباء في مستشفى ويل ستايلن في لويزيانا أن هذا الطرح معقول جدا قياسا إلى سرعة عدوى هذا المتحور وانخفاض نسبة خطره. فالفيروسات التاجية التي تصل إلى هذه المرحلة من الانتشار والضعف تؤسس فعليا لنهايتها.
والنهاية هنا مجازية كوْن الفيروس يتعايش مع الأفراد ويُمسي كالرشح سيما أن نسبة العدوى الكبيرة تكون قد أسست لمناعة مجتمعية.

والملاحظ في طريقة عمل أوميكرون تباينه عن باقي المتحورات التي تتمحور حول فترة الحضانة والاعضاء التي يطالها والخطر الناجم عنه.
 فعلى عكس المتحورات السابقة يتمتع اوميكرون بفترة حضانة قصيرة (3 أيام تقريبا). وفي حين استساغت المتحورات السابقة خلايا الرئتين واستقرت فيها، اقتصر تأثيره على الأذن والعين والجهاز التنفس العلوي دون الوصول الى الرئتين نتيجة التغيرات التي لحقت به. وما عارض اختفاء الصوت إلا سببا لالتهاب الحنجرة (الملحوظ بكثرة) والأوتار الصوتية الناجمة عن الإصابة به.

مما لا شك فيه أن للطف الإلهي حضورا في القضاء على الوباء. والتفسير العلمي لذلك يتخطى أثر اللقاح. فالفيروس ليبقى نشيطا وحيًّا يعمد من تلقاء نفسه إلى التكاثر.
ومع هذه العملية تحدث تغيرات مستمرة بسرعة زمنية كبيرة مع كل تكاثر. والملفت في فيروس كورونا ان خطأ وقع نتيجة السرعة في عملية ال"نسخ" أي في الحمض النووي للفيروس. ومع الوقت وكلما تزداد السرعة تزداد الأخطاء وتتغير معها العوارض ونسبة التأثير.
 وهنا نعود الى السؤال الجوهري: هل ستنتهي كورونا فعلا ونعود إلى حياتنا الطبيعية؟

لا يُخفي دكتور جهاد تفاؤله ولكنه يبدي واقعية معقولة حين يربط النهاية بأوميكرون فقط و"حظه القليل" في التحول إلى متحور أقوى. ولكنه في المقلب الآخر يتخوف من إمكانية انتشار متحورات أخرى.
وفي هذا الصدد يشير من خلال معلومات حصل عليها من منظمة الصحة العالمية أنه تتم دراسة متحورات أخرى موجودة في مناطق مختلفة من العالم، بعضها خطر مثل دلتا. غير أن الصورة غير واضحة كليا لجهة انتشارها.
فإذا لم تنتشر هذه المتحورات وبقي أوميكرون هو نجم المتحورات والأكثر انتشارا يمكن أن نستبشر خيرا.

وإذا ما طغى الجو التفاؤلي وسلمنا جدلا بانتهاء كوفيد خلال أسابيع قليلة قادمة، قد يسأل البعض عن الجدوى من تلقي اللقاح، فيجيب الدكتور الحايك أن لتلقي اللقاح في هذه المرحلة أهمية مضاعفة.
إذ مع ارتفاع نسبة الإصابات قياسا إلى سرعة الانتشار خلال فترة زمنية قصيرة سنلحظ عوارض نادرة وأخطرها عند الغير ملقحين (كالذبحة القلبية) إن لم تتمكن المستشفيات من استيعاب كل الحالات. وإذا كان من الضروري التذكير بأن نسبة تعرض الفرد الملقح للاصابة بالعدوى ونقله لها أقل من الفرد الغير الملقح، إلا أن الهدف الأساسي يتمحور حول تقليل نسبة الحالات الخطرة ونسبة الأشخاص الذين تتطلب إصاباتهم دخول المستشفى. 

هي إذًا ثلاثة أسابيع حاسمة سيشهدها العالم ولبنان في قلب العاصفة، وفي ذروة الانتشار ستظهر الحالات النادرة حتما.
غير أن بعض الحكومات اتخذت قرارا سياسيا واقتصاديا يقضي بعدم إقفال البلاد معولة على مناعة القطيع لانهاء الفيروس، ولهذه الخطوة ثمن باهظ سيدفعه كل من: الجسم الطبي، الأفراد الغير ملقحين، مَن لديه مناعة ضعيفة، النساء الحوامل، مَن يعاني من أمراض مزمنة ومستعصية والأطفال دون الخمس سنوات.
 
محليا، ومع اعتماد التلقيح للتلاميذ الذين يبلغون من العمر الثانية عشر وما فوق- علما أن دولا أخرى قررت تلقيح الأطفال ابتداءً من عمر الخامسة-، وفي ظل ضعف القطاع الطبي وانخفاض نسبة استيعاب المستشفيات، إضافة الى الضائقة المالية الخانقة وارتفاع أسعار الأدوية... أليس من المنطقي أن يؤجل وزير التربية العودة إلى المدارس واعتماد التعلم عن بعد شهرا واحدا على صحة السلامة رأفة بالتلاميذ وأهاليهم ريثما تنتهي فترة ذروة انتشار متحور أوميكرون؟!

المصدر : جنوبيات