لبنانيات >أخبار لبنانية
مكاسب وخسائر التحالف الانتخابيّ بين "التيّار الوطنيّ الحرّ" و"الحزب"
هل ستجمع اللوائح مرشّحين لأمل و "التيار الوطني الحر"؟
مكاسب وخسائر التحالف الانتخابيّ بين "التيّار الوطنيّ الحرّ" و"الحزب" ‎السبت 8 01 2022 14:01
مكاسب وخسائر التحالف الانتخابيّ بين "التيّار الوطنيّ الحرّ" و"الحزب"


تطغى الحسابات الانتخابية في الوقت الراهن على ما عداها في العلاقات السياسية بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين، ويحسب كلّ موقف أو تحرّك أو تصريح بلغة الأرقام والأصوات، بدءاً من اليوم وحتّى أيار الموعد المفترض للانتخابات.
يكثر الكلام عن الحلف الانتخابي بين "حزب الله" و"التيّار الوطنيّ الحرّ"، أو عدمه، في ظلّ الانتقادات العلنية التي وجّهها رئيس "التيّار" جبران باسيل للحزب، ولمّح خلالها الى فكّ التحالف مع "حزب الله"، رغم اعترافه العلنيّ أنّ فكّ التحالف لن يؤدّي الى زيادة شعبيته أو أصواته داخل البيئة المسيحية التي ينطلق منها التيّار.

ولكن في المقابل هناك من يتحدّث عن انّ ايّ محاولة لفكّ الارتباط الانتخابي بين "التيار" و "حزب الله" يمكنها ان تفقده نحو 4 الى 5 مقاعد يمكن أن يقدّمها الحزب هدية مجانية للتيّار.

ويستند أصحاب هذا الرأي على انّ "حزب الله" بإمكانه إعطاءه المقعد الكاثوليكيّ في منطقة بعلبك الهرمل من دون ايّ جهد، بالإضافة الى مقعد في منطقة البقاع الغربيّ، عبر فرض مرشّحه على لائحته، بالإضافة الى الحفاظ على مقعد الأقليات في بيروت الثانية، ودعمه للحفاظ على مقعده الثاني في قضاء بعبدا، ومقعده الثاني في قضاء جزين، وضمان مقعد في زحلة، هذا عدا عن رفده بالأصوات التي لا وجود أساسيًّا للحزب فيها، انّما حضور خجول يمكنه ان يعزّز لوائحه ورفع حواصله في المتن والشوف وعاليه وبيروت الأولى، فيما الحزب لا يستفيد من "التيار" انتخابيًّا سوى في مقعد جبيل لا أكثر ولا أقل.

ولكن هذا الأمر يبقى نظريّاً وضمن سياق الإطار العام، في الواقع وبحسب الأرقام، تختلف انتخابات 2022 عن سابقاتها، في كثير من الأمور، نتيجة التغيّرات في توجّه الرأي العام والاتجاه الذي من المفترض ان يسلكه بعد حراك 17 تشرين 2019، بالإضافة الى عامل مهمّ وأساسيّ طرأ على المعركة وهو المغتربون، وامكانية إحداث فوارق عبرهم.

هذا على مستوى الرأي العام، امّا على المستوى السياسي والتحالفات، فهناك سؤال، كيف سيتمّ التعاطي في هذه الدوائر بالذات وخصوصاً انّ "حزب الله" في حلف ثابت مع حركة "امل"؟ وهل ستجمع اللوائح مرشّحين لأمل و "التيار الوطني الحر"؟ وهو ما يعتبره الفريقان مستحيلاً في هذه المرحلة.

وتفصيلياً لا يمكن لـ"حزب الله" تجنّب وجود مرشحين من "أمل" و"التيار" في ثلاث دوائر أساسية وهي بيروت الثانية حيث جمعت اللائحة في السابق محمد الخواجة والقسّ إدغار طرابلسي، وجمعت لائحة بعبدا فادي علامة مع الان عون وحكمت وديب وناجي غاريوس، بالإضافة انّه لا امكانية لفكّ التحالف مع "حركة امل" في بعلبك اذا اراد الحزب ضمّ مرشح عوني عن المقعد الكاثوليكي كما يتحدّث.

أمّا في دائرتي جزين والبقاع الغربي حيث "أمل" تخوض #الانتخابات بمرشحين حزبيين ويدعمهم "حزب الله"، يبقى الأمر مبهماً وغير واضح، اذا كان الحزب على استعداد على ترك "أمل" ودعم مرشحي "التيار".

وحتى في السيناريو الزهريّ، الذي يسعى له "حزب الله" لإعادة جمع الحليفين في لوائح مشتركة، فإنّ النتائج لن تكون زهرية كما يشيّع الحزب، فوفق اكثر من خبير انتخابي، فإنّ الثنائي ليس بإمكانه الحفاظ على مقعد التيار في بعبدا، وخصوصاً انّ بعض الدراسات بدأت تظهر ان تصويت اغلبية المغتربين خارج لائحة الثنائي يمكن ان تهدّد أحد المقعدين الشيعيين وليس فقط مقعدي التيار، كما انّ تحالف "الثنائي" مع "التيار الوطني الحر" لا يضمن له مقعداً كما يشاع، فالثنائي يملك في زحلة أقلّ من حاصل بمفرده، ويريد حليفاً لاستكمال حاصله وليس لدى التيار حاصلاً ليضمّه الى حاصل الحزب، وبالتالي تأمين المقعد في زحلة يبقى ضعيفاً جدًّا، كما انّ مقعد البقاع الغربي ايضاً لن يكون مضموناً نتيجة ضعف المقاعد المسيحية في المنطقة، وهي تخضع للتحالفات ولعبة الحواصل أكثر من قضية التمثيل الحقيقي.

وفي المحصّلة يصبح مقعدا بيروت الثانية وبعلبك الهرمل هما الوحيدان الثابتان اللذان يؤمّنهما هكذا تحالف بطريقة مضمونة، وفي المقابل مكان النائب الجديد المضمون في بعلبك الهرمل باعتبار نائب بيروت أصلاً موجودًا، فإنّ "حزب الله" يضمن نائباً جديداً في جبيل.

المصدر : النهار- اسكندر خشاشو