مقالات مختارة >مقالات مختارة
وقح وعميل ومجرم وسفاح يحاضر بالأخلاق
وقح وعميل ومجرم وسفاح يحاضر بالأخلاق ‎الاثنين 10 01 2022 10:21
وقح وعميل ومجرم وسفاح يحاضر بالأخلاق

عوني الكعكي

المواطن اللبناني سابقاً عامر الفاخوري الذي استطاع بعمالته أن يكون مسؤول الأمن في معتقل الخيام الذي أقامته إسرائيل اثناء احتلال لبنان عام 1982 في أكبر عملية عسكرية أدّت الى احتلال أوّل عاصمة عربية هي بيروت.

في بلدة الخيام الجميلة أقام الاسرائيليون سجناً كبيراً نال شهرة واسعة في أعمال التعذيب والإهانات والضرب وممارسة العنف.

هذا العميل هرب الى إسرائيل في أواخر التسعينات أي قبل التحرير عام 2000.

بشكل مفاجئ وصل عامر الفاخوري الى مطار بيروت وتبيّـن أنّ لدى الامن العام في المطار إشارة من القضاء بأنّ هناك مذكرة توقيف بحقه، والتهمة هي التعامل مع العدو الاسرائيلي... بكلام أوضح إنه عميل إسرائيلي.

ونتساءل: كيف جرت الاتصالات لإطلاق سراحه... فالأميركي روبرت اوبراين الذي كان مستشاراً للأمن القومي والمسؤول عن ملفات الاميركيين المعتقلين أو المفقودين أو المختطفين في العالم.

اوبراين بعد عشرة أيام على توقيف عامر فاخوري، أجرى اتصالات هي في الحقيقة تهديدات، وقال إنّ الفاخوري العميل هو مواطن أميركي يلاحق بتهم سياسية لا أساس قانونياً لها.

مستر اوبراين وضع خطة للإفراج عن العميل الفاخوري على ثلاث جبهات:

الأولى رسمية حيث جرى اتصال بين وزارة الخارجية الاميركية ورئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل والمستشار الرئاسي سليم جريصاتي.

الثانية تولّت السفارة الاتصالات بالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وجميع أجهزة المخابرات.

الثالثة أمنية - سياسية تولتها الاستخبارات الاميركية خلال لقاءات في بيروت وباريس وواشنطن مع شخصيات لبنانية ومع حزب الله ولكن بشكل سرّي.

طبعاً بعد كل هذه التدخلات وحيث أصبح العميل عامر فاخوري فجأة مواطناً أميركياً تم إطلاقه بعملية سرية حيث نقل بشكل سرّي الى السفارة الاميركية في عوكر وجاءت طائرة هليكوبتر أميركية نقلته الى قبرص ليتم نقله الى أميركا. والجدير ذكره أنّ مدير الامن العام اللواء عباس ابراهيم لعب دوراً كبيراً في تسهيل اطلاق سراحه.

كثير من الأسئلة تدور حول من أعطاه الضمانة والأمان ليعود الى بيروت، ومن هي الجهة التي أطلقت سراحه؟ وما هي التهديدات لـ25 شخصية سياسية لبنانية إذا لم يطلق سراح العميل فاخوري؟

العجيب الغريب، والوقاحة الفاضحة والنذالة، أنّ أهل الفاخوري أقاموا دعوى خطف واعتقال على اللواء عباس ابراهيم، متهمين إياه بأنه هو الذي اختطفه وأوقفه في المطار.

طبعاً من دون ذكر القرار القضائي الموجود في ملف الفاخوري، إذ عندما وصل الى المطار، فتح موظف الامن العام ملف العميل فاخوري، فتبيّـن أنّ هناك أحكاماً قضائية صدرت بحقه منذ فترة طويلة، والأمن العام قام بوظيفته حيث اعتقل الفاخوري وحوّله الى القضاء.

وفي القضاء جاء القضاء والقدر ليخلي سبيله، ساعة تحت شعار مرور الزمن، وساعة ثانية تهديدات أميركية لشخصيات لبنانية رفيعة المستوى.

تاريخ اللواء عباس ابراهيم الذي دعي الى أميركا وتسلّم جائزة عن قيامه بإطلاق سراح عدد كبير من الموقوفين بأيدي «داعش» و»النصرة» وبعض التنظيمات الإرهابية، نذكر منها ونتذكر الراهبات الارثوذكسيات اللواتي تم اختطافهن من ديرهن في معلولا على يد فرع تنظيم القاعدة في سوريا عام 2014.

لقد لعب دوراً أيضاً في الإفراج عن الرحالة الكندي كريستيان لي باكستر ونظيره الاميركي سام غودوين من سوريا صيف عام 2019.

وأصبح اللواء عباس ابراهيم معتمداً وسيطاً في ملف تحرير الرهائن في سوريا.

في الصيف نفسه، قاد مفاوضات لإطلاق سراح نزار زكا الذي تمّ توقيفه في إيران عام 2015 بتهمة التجسّس لصالح أميركا.

منذ أسبوع أيضاً أبرم اتفاقاً مع السلطات الإماراتية عاد بموجبه مواطنون لبنانيون كانوا محتجزين بسبب علاقاتهم بحزب الله.

ويعتبر اللواء عباس ابراهيم أيضاً مسؤولاً لبنانياً رفيعاً استثنائياً ونادراً، لديه خطوط اتصالات مباشرة مع حزب الله وواشنطن في آن واحد، وبذل جهوداً جبارة لكشف مصير اوستن تايس الصحافي الاميركي الذي فقد في سوريا عام 2012، والتقى بأسرته يوم تسلّم الجائزة الدولية لتحرير الرهائن من قِبَل مؤسسة جيمس فولي.

ورغم كل أعمال الخير والوساطات التي قام ويقوم بها اللواء عباس، كافأته عائلة الفاخوري بإقامة دعوى ضدّه.

نشكر عائلة الفاخوري رغم أنّ أفرادها لا يستحقون شكراً على ما قاموا به.

المصدر : جنوبيات