ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
اللبنانيون في أصعب أيامهم.. و"الخسارة" نمط حياتهم الاقتصادية!
جنوبيات
في وسط الوضع المعيشي الكارثي وتراجع الإنتاجية في كافة القطاعات الاقتصادية والانهيار الكامل داخلها، يقف الشعب اللبناني رهينة الفساد المتفشي في قلب القطاعات العامة والخاصة أمام الكثير من الاعباق التي يحتملها أولها وأهمها أزمة ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية الأساسية كالخبز والسلع ذات الضرورة الأولية، شعب مثقل بالهموم وما من حسيب ولا رقيب شعب يصبر ويتحدى الواقع المرير الذي أوصلوه إليه حكامه.. أبرز ما جاء فيها من تداعيات إفلاس خزينة الدولة والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الذي طال الـ33000 ليرة لبنانية في الأيام الأخيرة الماضية كل محاولات الانقاذ باءت بالفشل ولكن هل من حدود لهذا الانهيار؟
قمة الأولويات في هرم حاجات المواطن هي تأمين لقمة عيشه وقوته اليومي للأسف حتى ادنى متطلبات الطبقة الفقيرة تحولت إلى حلم بالنسبة لهم فربطة الخبز والتي كانت تباع بسعر الـ1500 ليرة لبنانية حلق سعرها لتصل الى 10000 ليرة لبنانية فكيف للطبقة الفقيرة الاستمرار في ظل هذا الغلاء والفحش؟
عند طرح هذا السؤال يخطر على بالنا أولا الدولة التي من واجباتها طرح خطط اقتصادية انقاذية والمباشرة بتطبيقها لخلاص الطبقة المتوسطة بشكل عام والطبقة الفقيرة بشكل خاص للحد من تفلت الأسعار الحاصل ولكن عندما نتذكر اننا في لبنان تصبح اغلبية هذه الخطوات شبه مستحيلة او حتى معدومة.
"طفح الكيل" هذا المثل اللبناني الشهير يجسد حال اللبناني حالياً بكل ما للكلمة من معنى فالانتخابات النيابية على الطريق والشعب بانتظار الفرصة بفارغ الصبر للتعويض عن كل الأزمات التي عانى منها.
إن ظاهرة ارتفاع الأسعار وبشكل خاص أسعار المواد الأولية ليست وليدة أمس، بل هي نتيجة عوامل متراكمة سببها بشكل رئيسي إهمال الطبقة الحاكمة واستغنام كل ما يتمتع به البلاد من أرباح لمصالحهم الشخصية، فما ذنب الأولاد الرضع تحمل عواقب انقطاع الحليب من السوق؟ أهكذا تدار الأوطان؟
من المعروف أن تحليق سعر صرف الدولار يمثل السبب الرئيسي للغلاء الحاصل إضافة إلى التهريب غير الشرعي الحاصل للمواد الغذائية خارج الحدود اللبنانية، هذا عدى عن ارتفاع كلفة المازوت لتشغيل المصانع والأفران التي تعمل جهدها لتأمين العجين و صناعة الخبز، زيادة على ذلك قضية النازحين الذين أصبحوا يشكلون ثلث المجتمع اللبناني ما أثر على استهلاك المنتجات الغذائية المدعومة من امام الشعب اللبناني..
كثيرة هي العوامل التي أجبرت ومازالت تجبر الطبقة الفقيرة على النوم جائعين لدرجة عدم القدرة على شراء ربطة خبز واحدة..
الفقر والعوز منتشران في المناطق اللبنانية كافة، إضافة إلى خسارة الطبقة المتوسطة اغلب مقوماتها ورأسمالها، لتضمحل وتصبح شبه غائبة وتنضم إلى الطبقة الفقيرة.
يعيش اللبنانيون أصعب أيام حياتهم.. وإن أردنا توصيف نمط حياتهم الاقتصادية في السنتين الأخيرتين فيمكننا اختصارها بكلمة واحدة: "الخسارة".
فهل سنختبر مجدداً أيام المجاعة التي عاشها اللبنانيين سنة الـ1915 ولكن بأسلوب الحرب الباردة؟
صوت الحق أقوى من الجوع والقيود والظروف، فما مصير الشعب اللبناني بشكل عام والطبقة الفقيرة بشكل مفصل؟