ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
"أحجيّة العصر"
جنوبيات
أيّها السادة الكرام إليكم السؤال الآتي: من يستطيع حلّ هذه الأحجيّة؟
ومضمون هذه الأحجيّة يتمحور حول مواطن لبنانيّ لا يتجاوز راتبه الأربعة ملايين (أي أقلّ من ٢٠٠ د.أ)، وتعداد عائلته ٤ أشخاص (الأب والأمّ وولدان)، ومطلوب منه المصروفات الآتية:
دفع إيجار البيت؛ تعبئه بنزين السيّارة؛ دفع فاتورة الكهرباء (بشقّيها المولّد وكهرباء الدولة)؛ دفع فاتورة المياه (الاشتراك السنويّ، الصهاريج، مياه الشرب)؛ دفع فاتورة الهاتف الثابت؛ دفع فاتورة الهاتف المحمول؛ دفع الإنترنت البيتيّ؛ دفع الإنترنت عبر الجوّال؛ تسجيل الأولاد في المدرسة، مع الكتب والقرطاسيّة وكلّ اللوازم المدرسيّة؛ دفع قسط الأوتوكار الشهريّ؛ دفع مصاريف الأولاد اليوميّة (الخرجيّة)؛ دفع مصاريف الطعام والشراب؛ فاتورة الاستشفاء والدواء؛ ثمن ملبوسات؛ دفع اشتراك الساتلايت؛ إلى ما هناك من مصاريف لا مجال من تعدادها (كالتصليحات الطارئة، بيت، سيّارة، إلخ).
والدولة بصدد رفع قيمة الرسوم الجمركيّة والضرائب على اختلاف أنواعها، وذلك على جميع الصعد والمستويات الحياتيّة والبنيويّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحّيّة والغذائيّة، وما يتعلّق بالطاقة والمياه وجميع مقتضيات الحياة. وكلّ هذا ضمن متغيّرات الأسعار، وتقلّبات سعر الصرف. أمّا الثابت الوحيد فهو الراتب المسكين.
إزاء ما ذكر، كيف لهذا المواطن أن يعيش، وكيف له دفع كلّ هذه المصاريف؟
فمن يستطيع حلّ هذه الأحجيّة له مكافأة كبيرة هي كناية عن عبارة: "هل هذا معقول؟!"، مع ابتسامة تعجّب، وصرخة مدوّية، وتصفيق حادّ قد يترافق مع رقصة الدبكة على نغمة "هوِّر يا بو الهوّارة"!