ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
نباهة هارون، وفصاحة امرأة، وجمال لغة
جنوبيات
يُروى في العصر العبّاسيّ أنّ امرأة دخلت ديوان الخليفة هارون الرشيد، وهي من قوم قد قتل الخليفة رجالهم "فرمّل نساءهم ويتّم أولادهم"، فقالت: أقرّ الله عينيك، وفرّحك بما أتاك، وأتمّ سعدك، لقد حكمت فقسطت.
فسأل الخليفة أصحابه عن قصدها فقالوا: ما نراها قالت إلّا خيرًا. فانتهرهم الخليفة وقال: ما أظنّكم فهمتم ذلك.
أمّا قولها: أقرّ الله عينيك أي أسكنها عن الحركة وإذا سكنت عميت. وأمّا قولها: وفرّحك بما أتاك فأخذته من قوله تعالى: "حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة".
وأمّا قولها: وأتمّ الله سعدك فأخذته من قول الشاعر: إذا تمّ أمر بدا نقصه... ترقّب زوالًا إذا قيل تمّ.
وأمّا قولها: لقد حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى: "وأمّا القاسطون فكانوا لجهنّم حطبًا".
وفي ملخّص ما حصل نقول: "هي نباهة هارون، وفصاحة امرأة، وجمال لغة".
ولبعض السياسيّين الفاسدين في لبناننا الحزين نقول (وبفصاحة المرأة وتفسير هارون الرشيد):
"أقرّ الله عيونكم، وفرّحكم بما أتاكم، وأتمّ سعدكم، لقد حكمتم فقسطتم".