لبنانيات >جنوبيات
في عزّ البرد... المازوت يختفي من السوق فجأة الأهالي للنواب: "بالأزمة ما لقيناكم أيمتى بتتحرّكوا"؟
الجمعة 28 01 2022 12:45رمال جوني
«رح يوقف قلبنا من الصقعة»، «ما عنا نقطة مازوت نتدفى عليها، ما لقينا المازوت»، «مين عم يلوي ذراعنا بالبرد»؟ هي بعض العبارات التي ردّدها اهالي النبطية وقراها في خضم بحثهم عن المازوت الذي اختفى فجأة من السوق في عزّ البرد، وسط غياب المبررات المقنعة عن سبب اختفائه وقد ترافق مع اختفاء الكهرباء والمياه والانترنت. تحولت «ياسمين» العاصفة نكبة لدى الاهالي، ممن باتوا بلا تدفئة، بعدما عاقبتهم السلطة بشح المازوت، وسط غياب نواب المنطقة عن السمع وتركهم الناس لمصيرهم البارد، ويسجل عتب كبير عليهم متوجهين اليهم بالقول: «بالازمة ما لقيناكم أيمتى بتتحركوا»؟ متوعّدين بمعاقبتهم في صناديق الاقتراع.
في عز الصقيع والجليد، وجد المواطن نفسه من دون تدفئة لفقدان المازوت من المحطات بسحر ساحر فاضطر للبحث عنه بالسراج والفتيلة من دون جدوى، ما سيؤدي حتماً الى عودة السوق السوداء من جديد، فاللبناني «حربوق» يستغل الازمة ليحقق الربح ولو على حساب أهله وناسه.
العاصفة تفضح فساد السلطة
منذ ساعات الصباح وحيدر يبحث عن مازوت من دون جدوى، تبخر، والكهرباء مقطوعة والاشتراك يخضع لتقنين قاس، فيما البرد يلف منزله وعائلته. يسأل بحرقة «من الذي يحرمنا التدفئة في عز البرد، ومن يريد تركيعنا»؟
فضحت العاصفة فساد السلطة، أحالت الناس الى البرد في عز كانون، من دون أن ينبس أحد ببنت شفة حول سبب فقدان المازوت، فيما يعلّل اصحاب المحطات السبب بعدم تسلمهم المادة. إنسحب فقدانه على كل مفاصل الحياة، تعطل الانترنت وفقدت شبكة mtc التي غابت اشارتها نهائيا عن هواتف المواطنين، فيما لجأ اصحاب اشتراكات الكهرباء الى التقنين بسبب شح المادة، وأصدرت بلدية النبطية بياناً تعلن من خلاله برنامج التقنين لديها، كذلك فعلت شوكين وميفدون وغيرها، وسط تعجب الأهالي الذين رأوا أن فقدان المازوت لعبة قاسية تمارس ضدهم، خاصة وأنه يباع بالدولار والدعم رفع عنه وغيابه في هذه الازمة ينم عن «تواطؤ منظم بين السلطة والشركات لمزيد من الارتفاع»، كما يقول محمد الذي بحث طويلاً عن المازوت من دون جدوى واضطر لشرائه سوق سوداء بسعر اعلى. بياض العاصفة إنعكس سواداً على حياة الناس، ممن بات لا ملجأ لهم في عز البرد الا الدعاء بالفرج، وكان لافتاً بحث ابناء منطقة النبطية عن نواب المنطقة للمعالجة من دون جدوى.
فبحسب رائدة «هم منشغلون في خطابات المنابر، والتحضير لحملاتهم الانتخابية، تاركين الناس تحت رحمة المعاناة»، مؤكدة أنها لن تنتخب احداً وكثرٌ مثلها. لم يقدم نواب المنطقة أي مشروع لحلحلة الازمات، حتى مع فقدان المازوت لم يسع أحد منهم لتأمينه. ووفق المعلومات فإن المازوت الايراني الذي تسلمته شريحة واسعة من الأهالي باعوه وتاجروا به، اذ بيع البرميل الذي اشتروه بـ2 مليون ليرة بثلاثة ملايين وأكثر، واليوم في خضم الازمة الكل يعض أصابعه ندامة. وتلفت المصادر الى ان 60 بالمئة من الذين استفادوا من المازوت تاجروا به لتحقيق ارباح مضاعفة، وحين وقعت الازمة الحالية كان ضخ المازوت الايراني قد توقف ولا معطيات حول ما اذا كان سيعاد توزيعه، أو لا. ولا تخفي المصادر أن المازوت الايراني قضى على السوق السوداء ووضع حداً للازمة، لكنها عادت بمجرد ان توقّف ورائحة السوق السوداء تفوح الا اذا تدخلت وزارة الطاقة، وهي لن تفعل، كما تقول شذى، سائلة: «هل يعقل ان نبقى بلا تدفئة في زمن العصرنة؟ للأسف رجعونا الف سنة للوراء».
صحيح ان «ياسمين» حلت ببياضها على قرى اقليم التفاح وجبل الريحان الا انها تحولت نقمة لدى سكان منطقة النبطية الذين باتوا بلا تدفئة وكهرباء واتصال، والنواب في خبر كان.