لبنانيات >أخبار لبنانية
مرضى السرطان في لبنان يعانون: أين أدويتنا ومتى يتوفر العلاج؟
مرضى السرطان في لبنان يعانون: أين أدويتنا ومتى يتوفر العلاج؟ ‎الأحد 30 01 2022 11:24
مرضى السرطان في لبنان يعانون: أين أدويتنا ومتى يتوفر العلاج؟

جنوبيات

 

قبل أيام من اليوم العالمي للسرطان في 4 شباط، تهدد الأزمة الحادة في لبنان فرص الحياة لدى المرضى، لا سيما بسبب النظام البيروقراطي التقليدي في إنجاز المعاملات المالية والإدارية للحصول على اعتمادات من المصرف المركزي ومتابعة وزارة الصحة للموضوع، ما خلق حالاً من الذعر والخوف والغضب عند المرضى وذويهم.

وأفاد مؤسس جمعية "بربارة نصار"، هاني نصار ل"النهار العربي" بأنه "يرصد 12 ألف حالة جديدة من المصابين بمرضى السرطان في لبنان، وذلك وفقاً للإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة العامة في 2016، وهناك عدد منهم يصارعون الموت".

وذكّر الرأي العام أنه سبق لنا أن رفعنا الصوت عالياً في تحرك أقمناه في آب الماضي، ونعدّ تحركاً مماثلاً في اليوم العالمي للسرطان أي في 4 الشهر المقبل في حال بقيت الأمور على حالها".

وتوقف عند المشكلات، التي يواجهها المرضى من حيث تكبّدهم تكاليف العلاج والأدوية، وقال: "يخضع مريض السرطان الى معدل 3 جلسات كيميائية شهرياً. يدفع المريض فرق ضمان لكل جلسة علاج كيميائي. في السابق كان المبلغ يتراوح من 200 ألف الى 400 ألف ليرة، في حين ارتفع تسديد هذا الفرق اليوم ليتراوح بين 3 ملايين و5 ملايين ليرة للجلسة الواحدة".

وأبدى نصار امتعاضه من غياب أدوية خاصة لمرضى السرطان منذ شهرين ونصف الشهر، لا سيما الأدوية الخاصة لمرضى سرطان الرئة، البروستات، وسرطان الثدي، منتقداً "البطء في النظام الإداري والبيروقراطي المتارجح بين فتح اعتمادات لشراء الأدوية في مصرف لبنان وتوقيع وزارة الصحة على لائحة الأدوية، وهي خطوات أساسية لاستيراد الأدوية، ما يجعل المرضى ينتظرون وقتاً طويلاً للحصول على العلاج والدواء... وقد فُقد دواء لمرضى سرطان الرئة منذ مدة. تصل كلفة شرائه من الخارج الى مبلغ طائل يفوق قدرة المريض، ما ينذر بضرورة التحرك سريعاً".

وناشد نصار، وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض، الذي "نثق كثيراً به، للتحرك وتوفير الدواء للمرضى من أجل تفادي تعرضهم للموت".

صراع البقاء

لمعرفة مدى معاناة المرضى جراء فقدان العلاج والأدوية، عرض حسان النابلسي في إتصال مع "النهار العربي" وضع والده محمد (68 عاماً)، الذي يعاني من سرطان البروستات والغدد اللمفاوية منذ عام ونصف العام"، مشيراً الى أننا "كنا نخوض حرباً شرسة ضد نوعين من السرطان من خلال العلاج الشعاعي والعلاج الهرموني، واللذين انعكسا إيجاباً على حياة والده بسبب انتظام العلاج وتوفر الأدوية بشكل دوري".

أما اليوم، وفقاً للنابلسي، "فأدوية والده الخاصة بسرطان البروستات مفقودة منذ ثلاثة أسابيع"، وقال إننا "عاجزون عن شرائه حتى لو توفر لنا في السوق السوداء لأن سعره باهظ ويفوق قدرتنا على شرائه".

وعما إذا كان شراء دواء الهرمونات من الخارج قد يحل مشكلة فقدانه من لبنان قال إن "كلفة كل علبة يحتاجها والدي شهرياً تصل في حال أردنا شراءها من الخارج الى ألفي دولار أميركي، فيما تصل اليوم في الصيدليات عند توفرها الى 3 ملايين و300 ألف ليرة لبنانية. وهو سعر كل علبة".

"نحن في منتصف المعركة ضد السرطان"، قال النابلسي، وأكمل شارحاً أن "الطبيب حدد مدة 3 سنوات لعلاج والدي"، مشيراً الى أننا "قطعنا نصف المسافة من مقاومة المرض لنرى أنفسنا أمام معضلة عدم توافر أدوية عدة، منها إبرة هرمون، وصل سعرها، الى 549 ألف ليرة قبل أن تُفقد من السوق".

ما العمل؟ أجاب النابلسي: "علينا رصد 5 ملايين ليرة شهرياً لشراء أدوية والدي الخاصة بمرض السرطان والضغط، مع التشديد على أننا نحتاج الى إخضاعه كل 3 أشهر الى فحوص دورية تصل كلفتها الى مليون ليرة".

وسأل هو أيضاً، ما العمل؟ أجاب أنه "بفضل جهود مؤسس جمعية "بربارة نصار" التي توفر الدواء المنقطع عن والدي منذ 3 أسابيع لأنني بكل صراحة لا يمكنني تغطية تكاليف العلاج والأدوية خصوصاً أنني أتقاضى راتبي بالعملة الوطنية من عملي كأستاذ مهني".

ووجه رسالة الى وزير الصحة الدكتور فراس الأبيض متمنياً عليه أن ينظر الى المرضى، الذين يموتون ببطء، لأن فقدان الأدوية والعلاج ينذران بالأسوأ، ونحن ننتظر الأحسن لمرضانا".

المصدر : جنوبيات