أمن وقضائيات >أمن وقضائيات
عماد جمعة في «العسكريّة»: صورة بلا صوت!
«الميقاتيان»: نكفر ما يكفره الشرع
الأربعاء 21 09 2016 09:49
أكثر من 65 موقوفاً من أصل 110 مدعى عليهم، ملأوا قاعة المحكمة العسكريّة في الجلسة الأولى التي عقدت، أمس، في قضيّة معارك عرسال. الأسماء في هذا الملف كثيرة وكبيرة من عبد الله الجغبير مروراً بسراج الدين زريقات وأحمد كسحة وبلال العتر ونبيل سكاف وأنس الجركس، وصولاً الى عمر وبلال ميقاتي وعبد الرحمن بازرباشي الملقّب بـ «حفيد البغدادي»..
ولكنّ نجم الجلسة بامتياز هو عماد جمعة الذي تسبّب توقيفه قبل سنتين في اندلاع شرارة معركة عرسال، ولو أنّ التحقيقات تشير إلى أنّ خطّة الهجوم على عرسال كانت معدّة سلفاً وإنّ عمليّة توقيف «أبو أحمد جمعة» سرّعت قرار التنفيذ.
تأخر إدخال «أبو أحمد» بعض الوقت، إلى أن ضاع طيفه بين الموقوفين الذين توزّعوا على المقاعد الأماميّة وداخل القفص، ما عدا «الميقاتيين» اللذين وقفا في مكانهما المعتاد في وسط القاعة.
وما إن بدأ تعداد الأسماء حتّى طلب رئيس «العسكريّة» أن يقرّب العسكريون عماد جمعة، ممازحاً: «(أوقفوه) بالتراتبيّة، فهذا قائد لواء»، ليقف الرجل أمام المذياع ويرجع عمر وبلال ميقاتي خطوتين إلى الوراء، فيما توزّع حولهم العسكريون من كلّ جانب.
هي المرّة الأولى التي يظهر فيها «أبو أحمد» علناً لتبدو عليه ملامح الاستغراب وهو يحاول النّظر إلى كلّ تفصيلٍ في المحكمة. رجلٌ قصير القامة، سمين ومختلف عمّا كان يبدو عليه بالصور المسرّبة له سابقاً، ومبتعداً عن صورة المقاتل وقائد «لواء الحق» الذي «خرب الدنيا».
ولولا لحيته السوداء الكثّة التي غطّت جزءاً من رقبته لتصل إلى صدره، لم يكن الرّجل ليشبه الموقوفين بتهمة الإرهاب.
ببنطاله الجينز الذي رفعه حتّى بانَ حذاؤه الرياضي الأسود، مع كنزته المزركشة بالأسود والأزرق والأبيض، وقف عماد جمعة صورةً بلا صوت. بالكاد يستطيع اختراق العسكريين حتى يلقي نظرة على المدّعى عليهم حوله، ومن دون أن يفتح فمه بكلمة سوى كلمة «حاضر».
مرة واحدة، نظر جمعة إلى وكيل الدّفاع عنه المحامي رشاد العلي ليرمي السّلام عليه مبتسماً، قبل أن يعود العبوس إلى وجهه، بعكس بلال ميقاتي الذي كان يوزّع ابتساماته على كلّ مَن في القاعة، وهو الذي كفّر أعضاء هيئة «العسكريّة»، حيث أطل، أمس، بــ «نيو لوك» من خلال تطويل شعره الذي غطّى وجهه النحيل، بينما بدا حليق الذقن.
وكالعادة، صوّبت هيئة المحكمة عيونها على بلال (أبو عمر اللبناني) المعروف بلامبالاته وابتساماته، حتّى سأله رئيس المحكمة إن كان ما زال مصرّاً على تنفيذ عمليّة انتحاريّة في الرقة بعد خروجه من السجن، فأجابه ضاحكاً بلكنته الطرابلسيّة: «عادي. لا أعرف. الله أعلم، يمكن (نفّذ) ويمكن موت موتة ربّنا»، قبل أن يقول: «بعدها (الفكرة في رأسي) هييّ ذاتها».
ابن الـ21 عاماً الذي سبق أن كفّر الموجودين داخل المحكمة العسكريّة بمن فيهم محاميه الذي كان يدافع عنه بمعونة قضائيّة باعتباره من طائفة أخرى، نفى ذلك قائلاً: «أنا لا أكفّر أحداً، أنا فقط طلبت أن يهديه الله»، ليعلّق رئيس المحكمة ساخراً حينما طلب مراسلة نقابة المحامين لتكليف محامٍ لميقاتي بالقول: «خايف عيّنلك محامي تقوم تكفّرو»!
وإذا كان شكل بلال ميقاتي قد تغيّر عن الجلسات السّابقة، فإنّ عمر ميقاتي ازداد سمنةً، وقال له العميد إبراهيم: «جايي صحتك بالحبس، بس لم تتغيّر». كانت الإجابة سريعة من قبل ميقاتي فقال: «أنا ما بتغيّر.. الحمد لله».
وحينما سأله إبراهيم عمّا إذا كان مختلفاً عن ابن عم والده ميقاتي لجهة عدم تكفير النّاس، سارع الشاب الذي كان قاصراً إبّان معارك عرسال، بالردّ بشراسة: «نحن نكفّر ما يكفّره الشرع. أنا تحت الشرع»!