عربيات ودوليات >اخبار عربية
بعد ارجاء انتخاب الرئيس...العراق نحو فراغ دستوري؟
بعد ارجاء انتخاب الرئيس...العراق نحو فراغ دستوري؟ ‎السبت 12 02 2022 12:12
بعد ارجاء انتخاب الرئيس...العراق نحو فراغ دستوري؟

جنوبيات

 

أرجئت جلسة البرلمان العراقي التي كان من المفترض أن تنعقد الاثنين الماضي للتصويت لانتخاب رئيس للجمهورية، بعد إعلان كتل برلمانية ونواب مقاطعتها، وذلك لعدم توفر النصاب القانوني لالتئام مجلس النواب، الذي يستوجب حضور الثلثين من بين 329 عضوا ولم يحضر سوى 58 نائبا. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان أعلى هيئة قضائية في العراق، تعليق ترشيح هوشيار زيباري وزير الخارجية الكردي السابق للاشتباه في تورطه بتهم فساد. إلا ان التأجيل لم يكن مفاجئا في ظل الانقسامات السياسية التي تشل نظام الحكم في البلاد. ومع انتهاء المدة الدستورية، أعلن رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، الثلاثاء، فتح باب الترشيح من جديد لمنصب رئيس الجمهورية. فهل يتجه العراق نحو فراغ دستوري؟ 

مصادر مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان الازمة مستمرة في العراق والتسوية صعبة ولكن غير مستحيلة، مشيرة الى ان لا امكانية للقوى العراقية الفائزة في الانتخابات أي الثلاثي الكردي السني الشيعي، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والزعيم الكردي مسعود البارزاني ورئيس مجلس النواب السني محمد الحلبوسي ان يخضعوا للمطالب الايرانية. إذ ان ايران فشلت، بكل جولاتها منذ نتائج الانتخابات البرلمانية حتى الآن، وحتى بعد قيام  قائد فيلق القدس الإيراني اسماعيل قاآني بزيارة غير معلنة منذ أيام الى بغداد، ولقائه زعيم التيار الصدري، عاد مقتدى الصدر وتمسك بموقفه بتشكيل حكومة أغلبية وطنية مع ضم بعض اطراف القوى الولائية الايرانية اليها ولكن مشروطة بإدارة الصدر.  

وتشير المصادر الى ان الازمة تتوسع داخل المكون الكردي بسبب الخلاف على رئاسة الجمهورية، حتى الصدر حاول ان يساير بعض الاطراف، وكان محرجا من الترشيحات الكردية لكنه متمسك بالتحالف العامودي. والعراق اليوم امام معضلة حل رئاسة الجمهورية خلال هذا الاسبوع اذا توافق الاكراد خلال اليومين المقبلين، او ان البارزاني بقي متمسكا بزيباري ولكن الجميع متفقون على اسم رئيس الوزراء على ما يبدو ولكن شكل الحكومة هو المعضلة الاكبر التي قد تطول. وهنا تؤكد المصادر ان هناك شبه إجماع على اسم رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي بين كل الاطراف ولكن الازمة في إخراج الحكومة وشكل التحالفات، لافتة الى ان من المستحيل ان يعود اسم رئيس الوزراء الى البيت السياسي الشيعي ولذلك فرص الكاظمي هي الاكبر.  

رئاسة الجمهورية وهي من حصة الاكراد،  بيد مسعود البرزاني، تضيف المصادر، وتسأل: "هل سيأخذ في اولوياته وحدة الصف الكردي مع ضعف الاتحاد الوطني الكردستاني اي جماعة طالباني ام انه سيعزز هذا الانقسام من موقع القوة ويذهب الى مرشح يختاره هو؟ في الساعات المقبلة قد نعرف الجواب. وتشير المصادر الى ان حظوظ الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح تراجعت ولكنها لم تنته، إذ صحيح ان حظوظ هوشيار زيباري قوية لكنه يعاني من مشكلة قانونية. التسوية قد تكون بشروط مسعود البرزاني وليس بشروط اتحاد بافل الطالباني والاتحاد الوطني الكردستاني. وهذا ايضا يندرج ضمن الصراع مع ايران، في مواجهة الضغوط الايرانية، لأن ايران تعتبر انها تميل الى الاتحاد الوطني الكردستاني اي جماعة الطالباني في السليمانية. وتؤكد المصادر ان الاسماء غير مهمة، وهناك اسماء تحترق بانتظار ما هو الارنب الذي سيخرجه مسعود البرزاني في النهاية، بانتظار الموقف الكردي. 

أما عن عودة داعش الى العراق فتشير المصادر الى ان هذه العودة ليست كما في الشكل، لأن داعش الدولة او المساحة الواسعة انتهت، اما داعش العمليات المتنقلة فمثلها مثل اي مجموعة ارهابية في العالم. قدرة الجيش العراقي والقوات المسلحة وخصوصا القوات الخاصة قادرة على ضرب داعش مع قليل من الغطاء الجوي للتحالف الدولي. داعش مجرد بعبع تستفيد منه بعض الاطراف، تختم المصادر. 

المصدر : جنوبيات