بأقلامهم >بأقلامهم
قلب السوق "خفيف النبض"!
جنوبيات
أيام قليلة تفصلنا عن "عيد الحب" وفي العادة تكون الأسواق مكتظة بالناس الذين يريدون شراء هدايا لأحبائهم في يوم مميز كهذا. ولكن في ظل أزمة اقتصادية خانقة وارتفاع جنوني لأسعار المنتجات التي يشتريها الناس عادة في هكذا يوم كالورود الحمراء والدب ذو الأحجام المختلفة والذهب والحلويات خصوصا قوالب الحلوى على شكل قلب...كيف يبدو المشهد من داخل الأسواق؟
وفي جولة لموقع جنوبيات على السوق اللبناني، تبين أن المظهر الخارجي للسوق ما يزال مماثل على ما بدا عليه في السنوات الماضية بحيث ما يزال اللون الأحمر يطغى على واجهات المحال التجارية بما فيها محال الثياب والمشاتل أو محلات بيع الورود ومحال الأغراض المنزلية والدمى.
أما عن المستهلكين، فحركة السوق أخف مما كانت عليه في السنوات الماضية لأن "الناس تعمل ليلا نهارا لتأمين قوت يومي، فإطعام العائلة أهم من شراء دب أحمر أو باقة ورود حمراء".
ولكن، يعمد أغلبية الناس الى شراء الهدايا ولكن من منظار مختلف، فيقول أحدهم: "كنت أشتري لزوجتي دب أحمر وأعمل على اختيار أكبر دب ولكن اليوم أقول أنني لن أصرف هذا المبلغ على شيء لا تستفيد منه خصوصا مع سعره الثقيل على الجيبة، فسأشتري لها قطعة ثياب تستفيد منها".
وتجدر الإشارة الى أن الدب الأحمر الصغير الحجم تخطى سعره المئة ألف ليرة لبنانية.
أما بالنسبة للورود، فبلغ سعر الوردة الحمراء من عشرين ألف ليرة لبنانية الى أربعين ألف ليرة لبنانية بحسب نوعها والمحل. فعمد الناس الى تقليل حجم الباقة فبدلا من شراء باقة كبيرة، أصبحوا يشترون باقة ذات عدد ورود أقل "فبالنهاية هي مجرد ذكرى".
وعن الذهب، فالإقبال عليه هو الأقل بحيث أصبح "هدية الأغنياء" ولم يعد للناس قدرة على شراء أي قطعة ذهب لأحبائهم كما كانوا يفعلون سابقاً.
وبخصوص محلات الحلوى فأصبح سعر قالب الحلوى على شكل قلب لستة أشخاص بحوالى مئتي ألف ليرة لبنانية وقد تختلف التسعيرة من محل الى آخر.
فيعمد الناس لشراء قطعتين فقط بحوالى خمس وعشرين ألف ليرة لبنانية للقطعة الواحدة أو تعمد السيدات لصنع حلوى منزلي لأنه "أوفر وأطيب".
في مقابل الناس التي تشتري بكميات أقل أو بأفكار هدايا مختلفة عن سابقاتها فلم تعد الهدية مجرد دليل على ذكر الحبيب أو "منظر" بل باتوا يبحثون عما هو مفيد وضروري وقد يحتاجه الطرف الآخر "وأن يكون مقبولا على الجيبة" كما يقول الناس ذوي المداخيل المتوسطة.
وفي هذا الإطار، لا يزال هناك مشاهدين فقط بحيث يتنقلون من محل الى آخر فيجدون أن الأسعار لا تناسبهم فينسحبون ليعلنوا أن حتى الهدية باتت ممنوعة في ظل الغلاء الهستيري الذي يطال السلع.
إن أردتم مقارنة نبض السوق في عيد الحب هذه السنة مع السنوات الفائتة فستلاحظون أن نبضه وحركته خفيفة جدا مقارنة مع سابقاتها الا أن التجار يحاولون البيع والناس تحاول الشراء بكل ما توفر لها ولكن حتى الهدية أصبحت ضغطاً اقتصاديا جديداً على ذوي المداخيل المحدودة.