صحة >صحة
عشرات آلاف اللبنانيين أصيبوا بمضاعفات في القلب بعد كورونا
عشرات آلاف اللبنانيين أصيبوا بمضاعفات في القلب بعد كورونا ‎الاثنين 21 02 2022 10:40
عشرات آلاف اللبنانيين أصيبوا بمضاعفات في القلب بعد كورونا

جنوبيات

يعيش معظم المصابين بفيروس كورونا في لبنان حالة من القلق الدائم على صحتهم، حيث إنّ نسبة منهم، حتى وإن كانت أعراض مرضهم خفيفة، يخشون إمتداد الأعراض أو قدوم المضاعفات.

كثيراً ما تستمر أعراض «كوفيد 19» لمدة أشهر، إذ يمكن للفيروس أن يخلّف ضرراً في القلب أو الرئتين والدماغ، مما يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد.

ووفق طبيب القلب والشرايين ناجي أبي راشد، أصيب في لبنان أكثر من مليون وعشرة آلاف شخص بفيروس كورونا منذ دخوله البلاد، منهم عشرات الآلاف أصيبوا بمشاكل في القلب والشرايين من جراء الإصابة بـ«كوفيد 19».


وفي حديث، أوضح أبي راشد، المدير الطبي لمستشفى الجعيتاوي اللبناني، أنّ «زمن ما قبل كورونا ليس كما بعده. من خلال الأبحاث التي أُجريت حول العالم يفاجئنا الفيروس بدءاً من الأسابيع الأولى من الإصابة به».

وتابع ابي راشد: «في الأسابيع الأولى أدّت الإصابة بفيروس كورونا لدى كثيرين إلى مشاكل صحية خطيرة في القلب، فظهرت الأزمات والجلطات القلبية، لأنّ الفيروس ليس عادياً كما يعتقد البعض، فهو أقوى من أي التهابات شهدها تاريخ الطب، وغالباً ما تبقى آثاره في جسم الإنسان وتتفاعل في وقت لاحق».


وأضاف: «هناك دراسة جديدة تُعتبر من أكبر الدراسات التي أُجريت في واشنطن على عدد كبير من مرضى كورونا، نُشرت قبل أسبوع، وشملت 154 ألف شخص، تراقب المرضى بعد شهر من شفائهم ولمدة سنة، وأظهرت أنّ العديد منهم حاملون مستمرون للمرض، وسُمّيت هذه الحالات بـ(متلازمة ما بعد كوفيد 19) أو (كوفيد 19 طويل الأمد)».

وأردف: «تستمر آثار كورونا بعد تشخيصه لأكثر من 4 أسابيع وحتى سنة، ويظهر ازدياد خطر حدوث أعراض في القلب والشرايين بنسب تتراوح بين 59 و70 بالمئة، وازدياد نسبة الحدوث بـ4 بالمئة، أي ما يوازي تقريباً 17 مليون إصابة، قياساً الى إجمالي الإصابات حول العالم التي تُقدّر بنحو 420 مليوناً».

وفي لبنان، قال أبي راشد، إنّ نحو 40 ألف ممن أصيبوا بفيروس كورونا تعرّضوا لمشاكل في القلب. وأشار إلى 20 عارضاً مهمّاً ظهرت على المرضى، أبرزها تضخّم القلب وضعف عضلة القلب وتوقف القلب والتهاب غشاء القلب وعدم انتظام كهرباء القلب. وأكّد ارتفاع نسبة جراحات القلب والجلطات الدماغية والرئوية وجلطات الأقدام.

وأشار إلى أنّ «الخطورة تزيد بين أول شهر من الإصابة بكوفيد وحتى مرور سنة، والخطر من 50 إلى 70 بالمئة عند كل الأشخاص، سواء كانوا من مرضى القلب سابقاً أم لا».

وشدّد الطبيب على أنّ «كل شخص أُصيب بكورونا عليه إجراء فحص سريري للقلب، خصوصاً مَن لم يعد إلى طبيعته، فهناك مجموعة من الفحوص يجب أن تجرى. هناك مرض كوفيد طويل الأمد، أي يبقى لفترة طويلة، ومن أُصيبوا به قد يتعرّضون للنسيان وعدم التركيز، فضلاً عن أمراض الشرايين».

وأضاف أبي راشد: «اللقاح يحمي بنسبة عالية، ولا بدّ من الحصول على الجرعات التعزيزية». وختم بالقول، إنّ الوقاية خير علاج.

المصدر : وكالات