لبنانيات >لبنان المغترب
اللبنانيون يصلون إلى بولندا ورومانيا مشياً: بلا مال ومأوى
اللبنانيون يصلون إلى بولندا ورومانيا مشياً: بلا مال ومأوى ‎الثلاثاء 1 03 2022 10:21
اللبنانيون يصلون إلى بولندا ورومانيا مشياً: بلا مال ومأوى

جنوبيات

أكد اليوم رئيس الهيئة العليا للإغاثة، اللّواء الرّكن محمد خير، على أنّ الموعد المبدئي لبدء إجلاء اللبنانيين الهاربين من أوكرانيا عبر بولندا ورومانيا سيبدأ في الرابع من آذار المقبل. وشدد خير على أنه “عندما يتمكّن اللبنانيون من الوصول إلى الحدود البولندية أو الرومانية فهم في أمان، ومن ثم تقوم المنظمات الإنسانية بمساعدتهم للوصول إلى مراكز التجمّع”. ولفت خير في حديث إذاعي إلى أنّ “هناك 450 لبنانياً سجّلوا أسماءهم حتى الآن في العاصمة البولندية وارسو”، نافياً وجود أي مبادرة فردية من رجل أعمال لبناني لإجلاء اللبنانيين على نفقته.

بولندا ورومانيا
يؤكد عدد من الطلاب اللبنانيين الذي نجحوا في الخروج من أوكرانيا إلى بولندا على سوء أحوالهم حتى بعد عبور الحدود. وعدا الساعات العصيبة التي عاشوها على مدى أيام لحين التمكّن من دخول الأراضي البولندية، وصل هؤلاء إلى منطقة جيشوف حيث انقطعت بهم السبل بشكل كامل. من دون مال ولا إمكانية للاتصال والتواصل، ولا قدرة على حجز فنادق أو حتى البحث عن إيواء مؤقت، بانتظار خطة الدولة اللبنانية لنقل الهاربين من أوكرانيا إلى بيروت، لم يجد شبان وشابات لبنانيون بعد أي إرشادات أو حلول.

ساعات الهروب
يشرح عبد الله، وهو أحد الطلاب اللبنانيين الذين تمكّنوا من الوصول إلى بولندا، أنّ مسار الهروب من مدينة خاركوف (أقصى شمال شرق أوكرانيا) إلى الأراضي البولندية (أقصى غرب البلاد) استغرق ثلاثة أيام، منها 9 ساعات متواصلة من المشي باتجاه الحدود البولندية. ويروي أنه عند الحدود “يتمّ فصل المواطنين الأوكرانيين عن حملة سائر جوازات السفر الأخرى، وبعد انتظار ساعات ينتقل اللاجئون إلى داخل بولندا، حيث يتم تقديم لهم الطعام والمياه ووسائل اتصال، إضافة إلى عناية طبية لمن يريد ذلك”.


الضياع الكامل
ولا تنتهي معاناة اللاجئين عند العبور إلى بولندا، إذ أنّ أغلب اللبنانيين الهاربين من الغزو الروسي لأوكرانيا لا يعرفون اللغة البولندية ولا الجغرافيا، “وقسم كبير منّا ضاع، إذ توجّهنا عبر وسائل النقل إلى مدن وأماكن مختلفة”. حتى عبد الله الذي كان أحد أقاربه بانتظاره في بولندا لم يعرف وجهته، “كان ثمّة من هو بانتظاري في بولندا، ومع هذا ضعت، فعلياً ضعت فكيف الحال بمن ليس لديه شيء”؟

أكل وشرب ومأوى

وفي اتصال مع عدد من أهالي الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا، يؤكد هؤلاء  على أنّ “أبناءنا نجحوا في العبور إلى بولندا لكن عليهم الآن تأمين إيوائهم وأكلهم وشربهم على نفقتهم، وطبعاً نحن عاجزون عن تحويل الأموال لهم، والاتصال بهم انقطع بفعل أنّ بطاريات هواتفهم فرغت، وكذلك أجهزة اللابتوب، خصوصاً بعد انتظار أيام لدخول الأراضي البولندية”. مع العلم أنّ أفراد من الجالية اللبنانية في رومانيا كانوا قد بادروا إلى نشر أرقام هواتفهم معربين عن استعدادهم لاستضافة اللاجئين اللبنانيين من أوكرانيا. وفي هذا الإطار، يشدّد الطلاب الهاربون لـ”المدن” على أنّه “عندما نصل إلى بولندا نصبح فعلاً وحدنا، في ظلّ غياب تام للبعثة اللبنانية أو أفرادها أو حتى إرشاداتها، فكل ما نطلبه هو أن تقوم البعثة في بولندا بوضع نقطة لتجمّع اللبنانيين فيها أو حتى استقبالهم وتأمين اللازم لهم”.
وكان عدد من أهالي الطلاب اللبنانيين في أوكرانيا قد نظّموا وقفةً احتجاجية اليوم أمام مقرّ وزارة الخارجية والمغتربين، مطالبين بإغاثة أبنائهم وتحرّك الدولة اللبنانية من أجل تأمين خروجهم من الأراضي الأوكرانية.

المصدر : المدن