عام >عام
وفاة بيريز... "سفّاح" قانا
الأربعاء 28 09 2016 12:51
توفي "سفّاح" قانا الرئيس الاسرائيلي السابق شمعون بيريز، الأربعاء، عن عمر ناهز الـ 93 عاماً بعد أسبوعين من إصابته بجلطة دماغية.
وقال ابنه حيمي للصحافيين الذين توجّهوا الى مستشفى "تل هاشومير" في رامات غان حيث تلقّى بيريز علاجه: "نودّع اليوم بحزن عميق والدنا العزيز، تاسع رئيس لدولة اسرائيل شمعون بيريز".
وقال رافي والدن، طبيب بيريز، أن الرئيس السابق تُوفّي قرابة الساعة الثالثة صباحاً، ورفض والدن الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
وأصدر كبار مسؤولي الاحتلال، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بيانات أعربوا فيها عن أسفهم العميق لوفاة الرئيس السابق.
وأكدّت وزارة الخارجية الإسرائيلية مشاركة كل من الرئيس الأميركي باراك أوباما، والبابا فرنسيس، والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في جنازة بيريز في القدس المحتلة الجمعة.
وكان بيريز تعرّض في 13 أيلول الماضي لجلطة دماغية مصحوبة بنزيف داخلي، نُقل على أثرها إلى قسم العناية الفائقة في مستشفى "تل هاشومير" بالقرب من تل أبيب، حيث تمّ وصله بآلة تنفّس وتخديره.
وكان وضعه الصحي حرجاً في البداية، ثمّ استقر قبل أن يتدهور كثيراً الإثنين.
وبيريز هو الشخصية الأخيرة من جيل مؤسسي "اسرائيل"، وأحد المهندسين الرئيسيين لاتفاق أوسلو للسلام مع الفلسطينيين في العام 1993.
تولّى بيريز رئاسة حكومة الاحتلال مرتين بين عامي 1984 و1986، ثم في عامي 1995-1996، والرئاسة بين عامي 2007 و2014. وشغل على مدى أكثر من خمسين عاماً جميع مناصب المسؤولية تقريباً من حرب وخارجية ومالية وسواها.
كان بيريز أيضاً أحد مهندسي البرنامج النووي لإسرائيل.
في العام 1994، نال بيريز مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام عن "جهودهم لإحلال السلام في الشرق الأوسط".
ويرتبط اسم بيريز ببداية أنشطة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وبمجزرة قانا في جنوب لبنان في العام 1996 والتي راح ضحيتها أكثر من مئة مدني.
وكان بيريز يُصنّف من بين "صقور" حزب "العمل"، ووافق حين كان وزيراً للحرب في السبعينيات على بناء أولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة.
غير أنه انتقل فيما بعد إلى صفوف "الحمائم" ولعب دوراً حاسماً في إبرام اتفاقات اوسلو مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العام 1993، فيما كان اسحق رابين، رئيس الوزراء آنذاك، يُشكّك بقوة في العملية السلمية.
وفي سن الـ93، كان بيريز لا يزال ينشط من خلال مركز "بيريز للسلام" الذي يُشجّع التعايش بين اليهود والعرب، في وقت باتت آفاق تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني مسدودة اكثر من أي وقت مضى.
وحين سألته مجلة "تايم" في شباط عما يفتخر به بصورة خاصة، أجاب: "الأمور التي سيتوجب عليّ القيام بها غداً. الأمور التي قمنا بها تمّت. وهي من الماضي. ما يهمني هي الأمور التي يُمكننا ويجب علينا القيام بها غدا".