بأقلامهم >بأقلامهم
صفاء النيّة وحسن تأويل الكلام
جنوبيات
إنّها قصّة رائعة في موضوع صفاء النيّة وحسن تأويل الكلام على محمل الخير لا الشرّ.
فقد كان طلحة بن عبد الرحمن بن عوف من أجود قبيلة قريش في زمانه. وذات يوم قالت له زوجته: "ما رأيت يومًا قومًا أشدّ لؤمًا من إخوانك".
قال: ولم ذلك؟
قالت: أراهم إذا اغتنيت لزموك، وإذا افتقرت تركوك.
فأجابها: "هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقّهم".
يُروى أنّ الإمام الماورديّ علّق على هذه القصّة قائلًا: "انظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتّى جعل قبيح فعلهم حسنًا، وظاهر غدرهم وفاء".
وهذا والله يدلّ على أنّ سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة، وهي من أسباب الدخول إلى الجنّة.
يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (ونزعنا ما في صدورهم من غلّ إخوانًا على سرر متقابلين).
صدق الله العظيم.
اللهمّ ارزقنا قلوبًا سليمة، وآراء حكيمة، واجعل صفاء النيّة لنا غنيمة، وقوِّ عندنا العزيمة لمحاكاة واقعنا الأليم بدون أن ننهار أمام الصعاب الجسيمة.