عربيات ودوليات >أخبار دولية
العالم يتهافت على فوسفات المغرب لتدارك أزمة الغذاء
الأربعاء 23 03 2022 14:22جنوبيات
شهد المغرب ارتفاعا لافتًا في الطلب على الفوسفات، على وقع اضطراب التموين بالمواد الغذائية في العالم. فبسبب العقوبات المفروضة على روسيا، وتعليق أوكرانيا لصادراتها، اختار عدد من الدول التوجه نحو موردين آخرين، من بينهم المغرب، من أجل الحصول على كميات مهمة من الأسمدة.
فبعد البرازيل، تعتزم الهند هي الأخرى، الرفع من وارداتها من المغرب وكندا، من أجل ضمان إمداداتها خلال موسم الصيف.
وبحسب الخبراء، فإن هذا الارتفاع في الطلب على هذه المادة الثمينة التي حازت اسم “الذهب الأبيض”، بدأ منذ بداية عام 2021، كان له وقع إيجابي على أرباح مجموعة “المكتب الشريف” المغربية للفوسفات، والرائدة دوليا في سوق الأسمدة.
فقد عرف رقم معاملاتها نموا بـ 50 في المائة في سنة 2021 ببلوغه 84.3 مليارات درهم مقابل 56 مليار درهم سنة 2020.
لماذا تتهافت دول العالم على الفوسفات؟
قال “إدريس الفينا”، أستاذ الاقتصاد بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، إن تهافت دول العالم على الفوسفات المغربي راجع بالأساس إلى وعيها بأهمية تطوير الفلاحة، لا سيما في ظل الحرب في أوكرانيا، وما ترتب عنها من غلاء في المواد الغذائية والطاقية في العالم.
وأكد الخبير الاقتصادي في تصريح لوكالة أنباء عربية شهيرة، أن “المكتب الشريف” للفوسفات حقق أرباحا قياسية سنة 2021، بفضل سعي عدد من الدول الكبرى إلى تعزيز قدراتها الفلاحية، لا سيما بعد جائحة كورونا، وذلك بالنظر إلى تنامي المخاوف من تراجع الموارد الغذائية واضطراب التموين على مستوى العالم.
وأكد “الفينا” أن “التوتر بين روسيا وأوكرانيا، دفع عددا من الدول التي تعتمد على الفلاحة إلى تعزيز استثمارها في المجال، من أجل تفادي أي خصاص في المنتجات الفلاحية في حال اندلاع حرب ما، وهو ما وقع. وهذا ما يبرر زيادة الطلب على الأسمدة المغربية، بحيث تتوفر المملكة على أكبر احتياطي من الفوسفات في العالم”.
توقع بارتفاع الطلب:
توقع “إدريس الفينا” في معرض حديثه للوكالة ذاتها، أن يرتفع الطلب على الفوسفات، “في ظل ما يعيشه العالم حاليا”.
وأورد أن المغرب سيستفيد خلال السنة الجارية، على غرار سابقتها، من هذا الاهتمام المتزايد بالفلاحة، وبالتالي بالأسمدة.
في السياق ذاته، كشف “المكتب الشريف للفوسفات” أنه يتوقع زيادة إنتاجه من الأسمدة بنسبة 10 في المائة هذا العام لتلبية الطلب العالمي المتزايد، على الرغم من نقص مادة الأمونيا التي يستوردها من روسيا.
وقالت “ندى المجدوب”، نائبة الرئيس التنفيذي لإدارة الأداء في “المكتب الشريف للفوسفات”، في تصريح لوكالة “رويترز“، إن المكتب يهدف إلى زيادة الإنتاج إلى 11.9 مليون طن في عام 2022، مقارنة ب 10.8 مليون طن العام الماضي وإضافة 3 ملايين طن أخرى من الطاقة الإنتاجية السنوية في عام 2023.
وأشارت إلى أن المكتب سيرفع من إنتاجه بالنظر للطلب المتزايد على منتجاته في عام 2022، خاصة من الهند والأمريكيتين والقارة الإفريقية.
ويُذكر أن المغرب قوة عالمية في تكرير وتصدير الفوسفاط، بحيث يستحوذ على 70% من موجوداته في العالم بمخزون يقدر بـ 50 مليار طن، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
ما علاقة الفوسفات بالغذاء؟
يستخدم الفوسفات بشكل رئيسي في صناعة الأسمدة، حيث يتم تفاعله مع الأحماض المختلفة لإنتاج السوبر فوسفات وفوسفات النتروجين والأسمدة المركبة التي يستخدمها الفلاح لإنتاج محاصيله، كما يمكن طحن الصخور الفوسفاتية وإضافتها إلى التربة مباشرة.
ويعد الفوسفات أيضًا من الأغذية المهمة للماشية، حيث يستخدم الفوسفات المكلسن والذي يحتوي على نسبة قليلة من عنصر الفلور في تغذية قطعان المواشي، كما يدخل الفوسفات في صناعة منتجات الأجبان، كما يستخدم فوسفات الكالسيوم في الخبز كحمض مساعد في التخمير، ويستخدم ثالثي كالسيوم الفوسفات كمتمم غذائي موجود بشكل طبيعي في حليب البقر.