بدأت أشك بأن هناك موتا للموت .....وبأن هناك غيابا في البعد ....وبأن هناك مسافة للزمن.....وكيف لا..؟ وقد مر على رحيلك أربع سنوات ...ولا زلت هنا ... حياً.. حاضراً ..قريباً ...وأسأل.. ما أقوى وجودك معنا وبلبناننا وبكل جلساتنا ومحادثاتنا وبكل ما يحصل بحياتنا أيها النقيب الكبير ..

..وها أنت قد عدت مجددا يا هذا التاريخ ٢٢ آذار .. ويا ليتك لا تعود ابداً... عدت وعاد معك أقسى وأصعب ذكرى ..يوم أخذت منا نقيبنا الحبيب الغالي... وتركتنا بفراغ كبير من كل شيء لا أحد يستطيع ملؤه إلا نقيبنا....

آه حبيبنا... كم نفتقدك ...نفتقد محبتك ولهفتك وحكمتك التي كانت دائما تنقذنا بأحلك الظروف... يفتقدك لبناننا الذي أحببت وتفانيت بمحبته... وقدمت عمرك وجهدك وتضحياتك في سبيل إعلاء شأنه بكل البلاد وبكل السبل... وها انا اليوم أجلس حزينة باكية على غيابك ونحن بأمس الحاجة اليك.... أشكو لك حالنا وكيف أصبحنا بلبناننا نعيش من قلة الموت... أشكو لك كيف سرقوا منّا جنى عمرك بكل شيء ... اشكو اليك كيف سرقوا احلامنا وحاضرنا وغدنا و اصبحنا نعيش بلا أمل بلا أفق.. وما أصعب العيش لولا فسحة الأمل.... 

محمد بعلبكي.. أيها النقيب إرجع... فلبناننا بحاجة اليك.. ونحن بدونك نفتقد الحكمة للخلاص... أينما انت الآن... أعلم أنك في عليائك ترانا وتسمعنا... رجاء يا حبيبنا إبقي نظرك علينا وأحطنا بمحبتك وحنانك وحكمتك كما كنت دائماً... وإني في كل ذكرى كما كل يوم... أعدك بأني وبأننا كل الذين عرفوك وأحبوك... سنبقى لك ولذكراك العطرة أوفياء... وسنبقى لنهجك في حب الوطن والوطنية والتفاني من أجل لبنان مستمرين........