بأقلامهم >بأقلامهم
الله طيّبٌ لا يقبل إلّا طيّبًا
جنوبيات
يُروى أنّ الأصمعيّ رأى جارية تحمل رمّانًا فوق رأسها فى وعاء، فتسلّل إليها رجل فأخذ رمّانةً منها خلسةً بدون أن تشعر. قال الأصمعيّ: فتبعتُه حتّى مرّ الرجل بمسكين فأعطاه الرمّانة، فقال له: عجبًا لك سرقتها، ظننتُك جائعًا! أمّا أن تسرقها وتتصدّق بها على مسكين، فهذا أعجب! فقال الرجل: لا يا هذا، أنا أتاجر مع ربّي. فردّ الأصمعيّ مستنكرًا: تتاجر مع ربّك؟ كيف ذلك؟ فقال الرجل: سرقتُها فكُتبت عليّ سيّئة واحدة، وتصدّقتُ بها فكُتبت لي عشر حسنات، وبقيَ لي عند ربّي تسع حسنات، فإذًا أنا أتاجر مع ربّي. فقال له الأصمعيّ رحمه الله: سرقتَها فكُتبت عليك سيّئة، وتصدّقتَ بها فلن يقبلها الله منك، لأنّ الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبًا. فأنتَ كمن يغسلُ الثوب المتّسخ بالماء الآسن.
سبحان الله كم في زماننا من أمثال هذا الرجل، يفتي لنفسه أو لغيره بدون علم، ويجادل بالباطل وهو يظنّ أنّه على حقّ، ويُبرّر ويدافع ليحلّل لنفسه الحرام، أو يوهمها أنّه على صواب من أمره.
هذا وقد ورد في درر الكلام:
أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار.