إنها "الخنشارة" التي تزخر بيوتها الحجرية بالقرميد الأحمر وتتصف بالهدوء والسكنية...
هذه البلدة تميزت بمناخها الصحي المعتدل في فصل الصيف مما جعلها مربض لكل من يعشق التأمل بالطبيعة والمخلوقات والإبتعاد عن ضخيج المدينة.
تقع "الخنشارة"  التي تتمتع بأربعة مداخل وبنع غزير بقصده أهل البلدة من كل حدب وصوب في قضاﺀ المتن فــي محافظة جبل لبنان، ترتفع نحو 1000 م عن سطح البحر وتبعد حوالي 31 كلم عن العاصمة بيروت.
رحج بعض الكتاب ان اســم الخنشارة كــلــمة مــركّــبــة مـــن كلمتين سريانيتين:  Knesh أي جماعة و "Shahré" أي الساهرون،اضافة الى ذلك فقد أشار بعض الباحثين الى ان هذه البلدة اكتسبت اسمها من النبات "الخنشار" الذي كان منذ القدم يملأ أراضي البلدة.
هذه البلدة إزدهرت بصناعة الحرير كونها تمتعت بأشجار التوت بأنواعه المختلفة التي إنتشرت في أرجائها كافة، لكن هذه الصناعة اندثرت مع الزمن ،
 وهي حالياً تضم  معامل لصناعة الخمور والعرق كما تزدان بأشجار التفاح والدرّاق والكرز والخضار على أنواعه كافة.
والخنشارة تضم في أفيائها دير القديس يوحنا الصايغ الواقع على طبقة صخرية يلفه اشـــجـــار الــســنــديــان والــصــنــوبــر وبعض الأثارات ( أجران ونواويس محفورة في الصخر ) المتناثرة في أرجائه والتي في حاجة الى درس لكشف النقاب عن الحقبات السالفة.
شيد دير القديس يوحنا العام 1710 حين جاء عدد من رهبان دير سيدة البلمند وقصدوا انشـاﺀ دير خاص بهم وسنّ قوانين جديدة للعمل بها، فبعد التأسيس توارد إليه كثيرون وأصبح الــديــر الأم للرهبانيـة الشويرية ومركز الرئاسـة العامة. وهذا الدير يضم مخطوطات قديمة يعود بعضها إلى القرن العاشر وتزدان الكنيسة بإيقونسطاس خشبي محفور بطرق دقيقة ويحوي على لوحات مختلفة تجسد مراحل من الإنجيل المقدس اضافة الى إيقونات عدة أهمها إيقونة السيد المسيح والسيدة العذراء ويضم الدير المطبعة العربية الاولــى في لبـنان التي أسسها الشمـاس عبدالله الزاخر.